ترجمة فريق المدرسة العربية للترجمة (ج) للفيلم الوثائقي George III: The Genius of The mad King

تقدم المدرسة العربية للترجمة هذه الترجمة المرئية الجديدة

ترجمة الفيلم الوثائقي

George III: The Genius of the Mad King

الملك جورج الثالث: عبقرية ملك مجنون

وقد اضطلع بترجمة هذا الفيلم الوثائقي

فريق المدرسة العربية للترجمة (ج)

دعونا نشاهد الفيلم أولا ثم نستعرض فعاليات الاحتفالية

وتكوّن هذا الفريق الجديد من تسعة أعضاء، وهم كما يلي:

وبعد إنهاء عملية الترجمة والمراجعة ، أقامت المدرسة العربية للترجمة احتفالا خاصا على تطبيق زووم بمناسبة إنجاز هذه الترجمة الجديدة وتكريما لأعضاء الفريق. وقد حضر الحفل رئيس المدرسة العربية للترجمة دكتور حسام الدين مصطفى وأدار اللقاء المدير التنفيذي للمدرسة أستاذ أمير بسيوني، وشارك بالحفل كذلك عدد من أساتذة الترجمة الأكاديميين منهم الأستاذ دكتور عبد الرحمن السليمان أستاذ اللغات الشرقية والمترجم في البرلمان الأوروبي، وأستاذ دكتور عبد الحميد مظهر أستاذ الهندسة الميكانيكية والعلوم والمراجع العلمي لكتاب عاصفة في كوب شاي، ودكتور محمد الطاهر أستاذ اللغة العربية والمحاضر في العلوم اللغوية في جامعة عين شمس، وأستاذ دكتور محمد فوزي الغازي أستاذ اللغويات والترجمة في جامعة الإسكندرية. كما تحدثت في الحفل منسقة الفريق الأستاذة أميرة السيد صبيح مشيرة إلى تجربتها في هذه الترجمة وتطلعاتها في هذا المضمار. ثم تحدث عضوا الفريق الأستاذ محمد عادل عن تجربته، والأستاذة حُسنى كنيدة مشيدين بهذه التجربة وفوائدها الجمة.

وقد شارك بإدارة الاحتفالية مشرف الفريق فيصل كريم الظفيري، وتحدث عن أهمية تكوين الفريق الجديد، وكيفية بناء هذا العمل، وتصدير ترجمة ذات مستوى مرئي لائق. والحق أن معظم الأساتذة الكبار المشاركين في هذه الاحتفالية شاهدوا العمل بترجمته، وأشادوا بالمستوى العام الذي ظهرت عليه الترجمة، وأبدوا ملاحظات لغوية وبلاغية مثرية، كالتي تفضل بها الدكتور محمد فوزي الغازي

سنرفع هنا هذا اللقاء على اليوتيوب فور إعداده

فريق كبير العدد

هذه هي المرة الأولى التي أشرف على فريق بهذا العدد الكبير نسبيا (9 أعضاء). فالفرق التي أشرفت عليها سابقا -سواء في موقع الديفيدي العربي أو في المدرسة العربية للترجمة- للفيلم الواحد لم تتجاوز الأربعة أعضاء على الأكثر. لكنها بلا شك تجربة مثيرة وفيها تحديات لا بأس بها.

اعتمدت الفكرة على الالتقاء بالفريق كاملا للتأكد من رغبتهم في إنجاز ترجمة وثائقية كبيرة، ومدى فعالية التفاهم والتنسيق بينهم. وبالفعل، التقينا لقاءً خاصاً على تطبيق زووم أثناء شهر رمضان المبارك الماضي، حين شرحت لأعضاء الفريق فكرة الترجمة المرئية مرة أخرى، والطريقة الأفضل لإنجاز ذلك. ثم طرحت عليهم عدة خيارات من الأعمال الوثائقية المتوفرة لدينا، فوقع الاختيار على فيلم “الملك جورج الثالث“. وكانت ترجمته نصية -ويبدو أننا سننتقل في المرحلة المقبلة للمرحلة الأكثر تطورا، ألا وهي الترجمات السماعية. فأبلغت الفريق بصراحة أنني معهم طالما أنا متفرغ، فتفهموا ذلك، وفعلا تلقيت بعد نهاية رمضان عملا بترجمة كتاب انهمكت فيه مدة شهرين، ويبدو أن الفريق في هذه الأثناء أخذ وقته الكامل، والحقيقة أن فترة شهرين أو ثلاثة قد تكون أطول من اللازم لإنجاز ترجمة لفيلم مدته ساعة واحدة؛ لكن المسألة هنا ليست بسرعة الترجمة، بل بالتدرب على أساسيات الترجمة المرئية ومهاراتها، فمعظم أفراد الفريق، إن لم يكن كلهم، يخوض غمار هذه التجربة للمرة الأولى.

عدتُ للتواصل مع الفريق بعد إنجاز ترجمتي للكتاب، وبعد إجرائي عملية إزالة مياه بيضاء من العين اليمنى وفترة نقاهتها المطلوبة، وأشكرهم على صبرهم عليّ طوال تلك الفترة؛ وقد أجادت الأخت الفاضلة الأستاذة أميرة السيد صبيح التنسيق بيني وبين الفريق، إذ كانت همزة الوصل بيننا. ثم بدأت عملية المراجعة (وشابتها بعض الصعوبة نظرا لضعف النظر بعد العملية) واستغرقت وقتا طويلا بسبب تلك الظروف. فقررتُ بعد إنهاء المراجعة لقاء الفريق مرة أخرى لتزويدهم بالملاحظات وأبرز العيوب التي يتوجب عليهم تفاديها والاجتهاد بتصحيحها مستقبلا. وكان هذا اللقاء مكثفا على زووم، إذ امتد لست ساعات على يومين، وقدمتُ فيه نماذج لأبرز الملاحظات، ومناقشة سبل تنقيحها وتصويبها لغويا وأسلوبيا (وهو ما هداني إلى أن أخصص لاحقا محاضرة كاملة لمعالجة تعامل المترجمين المستجدين مع ظاهرة dependent & independent clauses in English sentence وهي ما يطلق عليها دكتور محمد حسن يوسف في كتابه (كيف تترجم) ظاهرة “عبارتي التصريح والتلميح في الجملة الإنجليزية”، والمحاضرة من هنا

ثم أجرينا ذلك الاحتفال المبارك الذي تسلم فيه أعضاء الفريق شهادة “إنجاز ترجمة مرئية” وهي للإشارة إلى حصولهم على استهلال في الخبرة العملية في هذا المجال. وغني عن البيان أن الخبرة في مجال الترجمة عموما أثمن وأكثر فائدة من أي شهادة أكاديمية معتمدة. وقد تفضلت إدارة المدرسة العربية للترجمة مشكورةً بتقديم هذه الشهادة لفيصل كريم

فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى

عن الفيلم الوثائقي

يشتمل هذا الفيلم الوثائقي الذي أنتجته البي بي سي على فكرة مفيدة في التاريخ -ربما ترقي للنظر إليها باعتباره حكمة- ألا وهي أننا ينبغي ألا نستسلم للروايات والأقاويل الشائعة والسائدة، ومنها في هذا المقام هنا أن الملك جورج الثالث أصيب بمس من الجنون بعد انفصال الولايات المتحدة عن بريطانيا في أواخر القرن الثامن عشر. ويبدو أن ثمة من روّج لهذه النظرية الشعبية، التي تشي بشيء من الازدراء والنظرة المعادية. وبما أن الأمريكان هم من انتصر في هذه الحرب الاستقلالية الدامية وغريبة الملامح، فلا بد أنهم من أطلق هذه الشائعات المجافية للحقيقة، أو التي يعيبها عدم الدقة على الأقل. فيزعم البريطانيون من الناحية الأخرى أن الاختلالات العقلية التي ألمّت بهذا الملك “الهانوفري” إنما وقعت بسبب تراكم ظروف عدة واجهها الرجل، وأثقلت على كاهله طوال فترة عهده، الذي لم يعكر صفوه سوى التمرد الأمريكي. وتباينت هذه الظروف ما بين الوضع السياسي المحلي في بريطانيا، والشؤون العائلية التي عالجها الملك في أسرته الملكية مترامية الأطراف. يزعم الفيلم أن القشة التي قصمت ظهر البعير تتجلى في سلوكيات أبنائه عير المنضبطة، وبخاصة تصرفات ابنه ولي العهد وغرامياته مع بنات الليل، وهو ما قاد جورج الثالث إلى الانفجار وعدم تمالك نفسه، فاستدعى ذلك إدخاله إلى مصحة عقلية. ويبرهن الفيلم على انغماس الأمريكان في الكذب منذ الأطوار الأولى لتأسيس اتحادهم الجمهوري، إذ أشاعوا حينذاك أن الملك البريطاني ما هو إلا طاغية كبير وسفاك للدماء. والمفارقة التاريخية أن الملك لم يكن هو من أصدر قرار الضرائب على المنتجات من المستعمرات الأمريكية، بل هو البرلمان. ثم أن مجلس العموم البريطاني تراجع آنذاك عن هذه الزيادة في الضرائب التي يصفها المؤرخون البريطانيون بأنها زيادة ضئيلة ولفترة محدودة. كما أن من المعلوم عن الملك جورج الثالث أنه هو من أسس لما يطلق عليه “حكم الملكية الدستورية”. غير أن للمنتصر روايته الأخرى دائما؛ مع أن هذا الملك لم تنقصه الانتصارات، فهو الذي تحقق في عهده على سبيل المثال الانتصار في معركة ووترلو الشهيرة على فرنسا النابليونية في عام 1815.

يجعلنا هذا العمل الوثائقي ندرّب عقولنا على التحقق من الروايات التاريخية المختلفة، وعدم أخذها على عواهنها وعلاتها. ويلجأ في ذلك إلى استخدام قوة الوثائق والمخطوطات التي أثبتت صحتها؛ إذ هي المصدر الأسلم والأجدى لتكوين أي رواية تاريخية معينة، بكل سردياتها المحتملة. أما أسلوب تناول القصص والحكايات دون سند صحيح فقد عفى عليه الدهر وأكل منه وشرب، والله تعالى أعلم بأمور خلقه.

ونكرر الثناء والحمد للباري عز وجل تكرارا حتى يرضى عن عباده الأتقياء

أخوكم/ فيصل كريم الظفيري

أضف تعليق