من هي أو هو “داعش”؟

بمناسبة النداء الذي وجهه الدكتور أيمن ‫#‏الظواهري‬ إلى الجماعات الجهادية في الشام بوقف الاقتتال بينها (وهذا يصب لصالح نظام الأسد طبعا)، فيحسن أن نذكر بالأصول التي جاءت منها ‫#‏داعش‬ حتى ندرك خلفياتها بشيء من الدقة.

هذا التنظيم يسمي نفسه الآن “الدولة الإسلامية في العراق والشام” وهو اسم اختصر رمزيا بـ”داعش” (وقيل لي أن اختصارها بالإنجليزية أصبح ISIL = Islamic State in Iraq & Levant ) أما قبل ذلك فكانت الدولة الإسلامية في العراق فقط. والحقيقة أننا منذ عام 2008 بأفضل الأحوال لم نسمع أو نشهد عمليات مؤثرة وذات أهمية من هذا التنظيم ضد قوات الاحتلال الأمريكي أو قوات المالكي أو صحواته بسبب تلقي قياداته ضربات مركزة ومؤثرة قضت تقريبا على معظم الصفوف القيادية فيه بدءا من أبي مصعب الزرقاوي ومرورا بأبي حمزة المهاجر وانتهاء بأبي عمر البغدادي، ويبدو أن هذا الفراغ أدى لوجود ثغرة خطيرة استغلتها أطراف مجهولة وغير معروفة على وجه الدقة. وعندما نستكمل تتبع سيرة هذا التنظيم، نرى أنه سمى نفسه “تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين” وكان ذلك خلال إمرة أبو مصعب الزرقاوي. لكننا عندما نعود إلى أصل هذا التنظيم سنجد أنه هو نفسه تنظيم التوحيد والهجرة، وقد يكون المكان الأساسي الذي انطلق منه هو الأردن. لكن من المهم أن ندرك أن تنظيم التوحيد والهجرة لا علاقة له تنظيميا ولا ماديا بتنظيم القاعدة الأكبر المرتكز في أفغانستان قبل أن يعلن ذلك أبو مصعب الزرقاوي بنفسه قبيل استشهاده بشهور. أي أن تنظيم التوحيد والهجرة فرض نفسه على القاعدة المحاصرة في أفغانستان وأحرجها بهذا، فلم تجد بدّا من مباركة ذلك كونه جهادا ضد المحتل ويصب لصالح الإسلام والمسلمين، إلا إن الأمور لم تسر بهذه السلاسة المأمولة كما تبيّن بعد ذلك إلى الدرجة التي جعلت العملية الجهادية في العراق تتعرقل وتتوقف توقفا شبه تام منذ نهاية عام 2008 تقريبا.

ولكي نفهم فكر تنظيم التوحيد والجهاد، لا بد أن نطلع على سيرة أحد أهم منظريه ألا وهو أبو محمد المقدسي، واسمه عاصم طاهر البرقاوي. وهو مفكر إسلامي سلفي بارز وله مؤلفات وحوارات بالغة الأهمية. وهو كان قد ترعرع في الكويت ودرس فيها حتى الثانوية ثم أكمل دراساته الأكاديمية بتخصص العلوم من جامعة الموصل في العراق ثم درس العلوم الشرعية على يد بعض المشايخ في أفغانستان، إلى أن سجن في الأردن في التسعينات حيث التقى أبا مصعب الزرقاوي وحدث بينهما ارتباط فكري وثيق ، فقيل إن الزرقاوي اعتبره استاذا له، وهو ما أدى إلى نشوء جماعة التوحيد والهجرة. ما يجدر ذكره هنا أنه نقل عن أبي محمد المقدسي توجيه انتقادات أشد صراحة وتحديدا من نداء دكتور أيمن الظواهري لتصرفات داعش وسلوكياتها. فاعتبر كثيرون أن نداء الظواهري المتأخر أصلا لا يسمن ولا يغني من جوع، وجاء بعد “خراب مالطة”.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s