ليلة الرعب والحب {يوجيرو تاكيتا} (1-2): ترجمة الفيلم الياباني Onmyoji: The Yin Yang Master

أحييكم أيها الأخوة والأخوات وأقدم لكم أطيب تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك لعام 1431 هـ أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات وكل عام وأنتم بخير

ونجدد اليوم اقتحام العالم الخاص بالمخرج الياباني الساحر يوجيرو تاكيتا صاحب الإنجاز الأوسكاري عبر عمل يثير الإعجاب والسحر بآن واحد.

Onmyoji: The Yin Yang Master

أونميوجي: معلم الـ(يين يانج)


وقبل أن أدخل بشرح هذه المفردات والمصطلحات فإنني أشير أيها الأخوة والأخوات أن ما يعنينا هنا هو اللغة السينمائية التي يتميز بها المخرج المتميز يوجيرو تاكيتا وليست هذه الفلسفات أو الطقوس الشرق آسيوية. فهذا المخرج يتميز بفنه الراقي الذي يمكنه من سحر قلوب المشاهدين على اختلاف أذواقهم وميولهم. فهو يمتلك فكرا خلابا ورؤية سينمائية جذابة على تنوع أعماله السينمائية وتعددها ما بين الدراما أو الحركة أو الخيال والأساطير والتاريخ. لا شك أنه ليس كالراحل أكيرا كوروساوا رمز المخرجين اليابانيين، وليس كالمخرج الفذ الراحل ماساكي كوباياشي، وليس كالعملاق الآخر يوجي يامادا، وليس كالمخرج الفنان تاكيشي كيتانو. فيوجيرو تاكيتا يمتلك حسّا فنيا متفردا بلا تعقيد أو تقييد. إنه ينفذ إلى أعماق المشاهد متى ما أراد ولا يملك هذا المشاهد أن يقفل أبوابه بأعماق فكره أو قلبه. فهو كما قلنا “ساحر”. وهذا ما اكتشفناه عنه بعدة أعمال قدمناه له منها عمله الرائع When the Last Sword Is Drawn الذي تحدثت عنه كثيرا، وكذلك عمله الفانتازي الساحر Ashura وانتهاء بأقوى أعماله التي نال من خلاله الأوسكار Departures. وبما أنه مخرج ساحر فعلا، فقد بدأ مشوار تألقه عبر عالم السحر والخيال والفانتازيا الأسطورية والتاريخية بعملنا الذي نقدمه اليوم.

يوجيرو تاكيتا

يقدم الفيلم نظرة فنية تمتزج بها عناصر الدراما والرومانسية والموسيقى والفن والإثارة والرعب بغطاء من الفانتازيا والخيال مع توظيف للبعد التاريخي للحدث. وكما رأينا بفيلم آشورا المذكور أعلاه، فقد عمل تاكيتا على وضع توليفة تمزج كل هذه العناصر وتتوافق مع حبكة قصصية ممتعة ولا يشعر المشاهد خلالها بالملل أو الفتور. ولعل هذا المخرج على الاستفادة من سيناريو وحوار جذاب وذكي رغم أنه يلجأ لحوارات معمقة أحيانا، وذلك حتى لا يجلب الملل أو التعقيد لدي المتفرج. ومن الواضح أن هذا المخرج، عبر العديد من أعماله التي شاهدناها، يضع نفسه موضوع المتلقي ويشعر بنفس ما يشعر. وبالتالي لا يقدم على فرض منظوره وموضوعه عليه، بل تراه يحرص على اجتذاب المشاهد لقصة أو “حدوتة” تبدو ممتعة ومسلية جدا. ثم يجعل منظوره يتسلل إلى أعماق المتفرج دون أن يشعر. وهذه برأيي عملية صعبة للغاية تتطلب قدرة ومهارة عالية، وهذا بنفس الوقت سلاح ذو حدين فمن يمتلك القدرة على جذب المشاهدين ببراعة قد يضع منظورا أو رؤية سليمة لا يعترض عليها أحد أو قد يحصل العكس. وكما ذكرنا فإن المخرج قد لجأ لتوظيف الطقوس الدينية والتاريخية المستمدة من البوذية والفلسفات الشرقية لكي يقولب بها هذا المنظور. ورغم أن هذه الطقوس قد لا تشكل بحد ذاتها محورا للعمل بل مجرد شكل إلا إنها لا تعني المتفرج غير الياباني أو الشرق آسيوي كثيرا ما عدا الدارسين والمهتمين بهذه الطقوس. وما يجذب اهتمامنا نحو هذا العمل هو ذلك التوظيف الدرامي للعناصر الفنية كالموسيقى التي استخدمت بشكل جميل لا سيما عزف الناي الأخاذ. أما السيناريو والحوار فكان يتصف بالإمتاع والعبارات الذكية المليئة بالحكمة أحيانا والطرفة أحيانا أخرى. وفيما يتعلق بالمونتاج فقد كان ذو مستوى جيد، ولكن كان هناك عيب غير مفهوم يتمثل بنهايات بعض المَشاهد حيث تم قطعها بدون أن تأخذ حقها الطبيعي بالامتداد وخاصة إذا كانت تحتوي على موسيقى تصويرية، ولا أعلم إن كان هذا الخلل نابعا من نسخة الديفيدي أم من الفيلم نفسه. فإذا كان الأخير فهذا خطأ يتحمله المخرج والمونتير، ولكنه ليس بذي تأثير بليغ على العمل عموما وإن كان يقطع شيئا ما من الانسجام المطلوب مع المتفرج. وبخوص التصوير واسلوبه فقد تم الاستعانة بتقنيات المؤثرات البصرية (الجرافيكس) بالمشاهد التي تتطلب نواحي الرعب والمعارك والفانتازيا، ورغم أنها ظهرت بدائية نوعا ما مقارنة مع تطور الجرافيكس وتقنياته حاليا، لكن هذا أيضا لا يؤثر سلبا على العمل، وللمخرج عذره بهذا فنحن نتحدث عن عمل بعام 2001 فلم ترتقي المؤثرات البصرية لما هي عليه الآن، إلا أن العمل ككل لا يعتمد على المؤثرات بل يطوعها لخدمة منظور فني متكامل، وهذه نقطة إيجابية تحسب لصالح المخرج بكل تأكيد.


فلسفة الصين تنتقل إلى اليابان
أونميوجي ويين يانج: مفهومان فلسفيان تحولا لأن يتم استخدامهما لأعمال التنجيم والفلك وحركة النجوم وتأثيرها على الجو والطقس. وحتى نكون دقيقين، فإن تعريف الـ(أونميوجي) يتمثل بالتالي: علم كونيات تقليدي ياباني يمارس من قبل فئة محدودة من الناس، وهو خليط من ممارسة العلوم الطبيعة والتنجيم. وهو مبني على فلسفة المراحل أو الحركات الخمس وفلسفة الـ(يين يانج) الصيينيتان، حيث قدم هذا العلم لليابان منذ القرن السادس الميلادي. ثم تأثرت هذه الممارسات لاحقا وبشكل أكبر بالفلسفات البوذية والطاوية والشينتو. أما الـ(يين يانج) فتعريفها كالتالي: أحد الفلسفات الصينية التي تصف القوى المتقاطبة أو المتناقضة وتكون مرتبطة مع بعضها البعض ومستقلة ذاتيا بعالم الطبيعة، وكيفية تأثير إحداها على الأخرى بحيث تكون شكلا مترابطا وموحدا. فهي تشير لكل شيء ونقيضه مثل الأبيض والأسود والخير والشر والحب والكراهية..الخ. فلا يمكن للأبيض أن يكون بمعزل عن الأسود ولا يمكن كذلك أن نتخيل مثلا الخير بالأرض دائما بلا شر وإلا لن يكون للخير قيمة. وهكذا يتم قياس معظم الأشياء ونقيضها من الطبيعة المادية والمجردة. ويرمز لفلسفة الـ(يين يانج) بهذا الشكل الرمزي:

ويوظف المخرج يوجيرو تاكيتا كذلك العامل التاريخي بالفيلم. حيث يلجأ لفترة من تاريخ اليابان تسمى حقبة هيان وهي فترة تمتد من عام 794 إلى 1185 م. وقد اتسمت بالرخاء والاستقرار وتميزت بهيمنة تأثير الفلسفات الصينية كالبوذية والطاوية على اليابان ، وهو أمر يعرضه المخرج بهذا العمل بشكل واضح. إلا إن صناع الفيلم مزجوا العنصر الخيالي بالعامل التاريخي حتى يسبغوا جوا من الإقناع والتأقلم. لكن هذا قد يروق لنا نحن محبي التاريخ وعلم الأساطير. ولكن على أي حال فإن استخدام القالب التاريخي عامل نجح بعرض فكرة الفيلم الممتعة والمرعبة بذات الوقت.

وهنا رابط ترجمة الجزء الثاني من فيلم أونميوجي

من هنا

لا تتردد واقتحم المعاقل الآسيوية

الإنسان أيها الأخوة والأخوات عدو ما يجهل. لكن الله وضع حب العلم والتعرف على ثقافات وحضارات الشعوب كصفة يتحلى بها الإنسان. ولهذا فإن الإنسان إذا ما حكر علمه على صنف واحد من المعارف ونزع من نفسه حب الفضول الإيجابي لاقتحام ما يجهل فإنه يصبح من أنصاف المتعلمين ومن أنصاف المثقفين وسمح للتقوقع والانعزال أن يتسلل إليه. ومقصدي من هذا أنني لاحظت عدم إقبال مخيف على الأعمال المميزة التي اجتهدنا بعرضها هنا بقسم الترجمات الآسيوية. وضعف الإقبال ناجم من كل من الأخوة المترجمين وكذلك الأخوة المتفرجين والأعضاء. ورغم أنني لا أنكر مسؤوليتنا كإدارة على هذا القسم عن هذا الأمر جزئيا، إلا أننا كغيرنا من الناس قد نواجه ظروفا تمنعنا أحيانا من الاجتهاد والمواظبة. لكن دعوني أجدد الدعوة لكل من الأعضاء لمشاهدة الأعمال المميزة التي يزخر بها قسم الترجمات الآسيوية، ولزملائي الأخوة والأخوات المترجمين والمترجمات بتوجيه بوصلاتهم ولو قليلا للترجمات الآسيوية المميزة. ولا شك أن ضعف الإقبال على الإقبال أدى لتراكم أعمال آسيوية رائعة لم تترجم بعد، ولا أعلم إن كان هذا توجه عام سائد بعموم النت أم لا، ولكن هذا أمر واضح للعيان. قد أكون محدثكم أول المقصرين ولا عذر لي سوى أن اجتهد بالمرحلة القادمة مع الأخوة الزملاء المترجمين بوضع خطة شاملة تحدد ماهية أفضل الأعمال التي تعرض للترجمة. وهي قد تبتعد عن الأفلام الشعبية الآسيوية كأفلام الحركة -رغم عدم إغفالنا لها- لترتقي نحو أعمال جادة ورائعة من جميع الأصناف السينمائية. وسأقوم بعرض هذه الخطة على الأخوة المترجمين حالما نجهز خطوطها العامة قريبا بإذن الله. ولكن نجاح هذه الخطة يعتمد على العمل الجماعي بالدرجة الأولى، وبقاء اليد الوحيدة لن يجعلها قادرة على التصفيق أبدا.ولا يمكننا بأي حال فرض أي اختيار على أي زميل، بل هو مجرد عرض.

مفاجأة الفيلم: النجم الكبير هيريوكي سانادا
السحر: أطماع وأهواء

مواصفات نسخة الفيلم:

اسم النسخة: Onmyoji.The.Yin.Yang.Master.2001.DVDRip.XviD-TLF
عدد الاسطوانات: واحدة
المدة: ساعة و57 دقيقة
عدد الإطارات: 23.976

تنزيل عبر الإيميول:

Onmyoji.The.Yin.Yang.Master.2001.DVDRip.XviD-TLF

تنزيل عبر التورنتمن هنا

رابط الترجمة

من هنا

وكل عام وأنتم بخير

وتقبلوا مني أطيب تحية

الإعلان

2 responses to “ليلة الرعب والحب {يوجيرو تاكيتا} (1-2): ترجمة الفيلم الياباني Onmyoji: The Yin Yang Master

  1. التنبيهات: من يهوى المغامرة والخيال والسحر- مع المخرج {يوجيرو تاكيتا} (2-2): الفيلم الياباني Onmyoji 2 | faisal175·

  2. التنبيهات: لمن يهوي الخيال والأسطورة والساموراي – ترجمة الفيلم الياباني The Sword Of Alexander | faisal175·

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s