بسم الله الرحمن الرحيم

أقدم لكم أيها الاخوة الكرام هذا العمل من صحاري منغوليا البعيدة.
وهو عمل سينمائي جاد ويناقش قضية هامة

Hyazgar
Desert Dream
حـلـم الـصـحـراء

يقدم المخرج الصيني (لو تشانج) فيلمه حلم الصحراء بانتاج مشترك منغولي صيني كوري، وقد نافس هذا العمل للحصول على جائزة الدب الذهبي بمهرجان برلين السينمائي عام 2007. وترشح المخرج لجائزة أفضل اخراج بمهرجان جوائز السينما الآسيوية في هونج كونج عام 2008.

رغم أن قصة الفيلم لا تشكل باعتقادي المحور الرئيس لموضوع الفيلم، إلا إنها تتلخص برجل يعيش مع عائلته الصغيرة زوجته وابنته الصغيرة وذلك في سهب أو سهل واسع بمكان صحراوي معزول. ويبذل الرجل قصارى جهده بتشجير وزراعة هذا السهب. وفيما تقرر زوجته الذهاب للعاصمة (أولانباتور) لمعالجة سمع ابنتهما، يصمم الرجل على البقاء ومواصلة التشجير والزراعة. وفي ليلة من الليالي، يفاجأ بوجود امرأة جنوب آسيوية الملامح مع ابنها الصغير على باب خيمته. فيرحب بهما ويستضيفهما بخيمته المتواضعة حيث يبدو عليهم أنهم لاجئون. وكل هذا هو مقدمة القصة فقط.

الحقيقة أن الفيلم يحتوي على معاني عديدة لعل من أهمها علاقة الانسان الصعبة مع الصحراء وارتباط هذا الانسان بالأرض وتشبثه بها. تأثير الصحراء على الانسان هو بالواقع تأثير خطير حيث يعمل على تشكيل ملامح شخصية تتناسب وهذه البيئة الشاقة. فيجد هذا الانسان نفسه مرغما على أن يكون صعب المراس وشديد البأس، لكنه بنفس الوقت نجده بشكل عام يتحلى بواقع هذا التأثير المكتسب بالحكمة والصبر وبعد النظر والنفس الطويل. وتؤثر الصحراء على مشاعر الانسان بشكل يميل للحدة، فتجد الصحراوي جامحا بعشقه وشرسا بالدفاع عن موطنه وابنائه وهو محب لغريزة الحياة ومدرك لقيمتها بشكل عميق، وبالتالي قد نجده متطرفا بمشاعره أحيانا، ولكن هذا العامل الذي قد يعتبر سلبيا هو شيء إيجابي بذات الوقت. وعبر الفيلم تتجسد لنا عناصر الرغبة وجموح المشاعر والخوف من الوحدة والبحث عن الأمان والسكينة. وهو عمل للذين يتأملون السينما الجادة.

من اليمين: مخرج الفيلم مع بطلته الكورية الجنوبية (سوه يونج) وبطل الفيلم المنغولي (أوسور بات-أولزي)