كان يفترض اليوم إقامة محاضرة دعا إليها دكتور طارق عبد الله فخر الدين بعنوان
تجربتي في ترجمة كتاب رسائل من الكويت
في كلية الآداب بجامعة الكويت
لكن حدث عطل مفاجئ في محول الطاقة الكهربائية قرب الكلية أدى “لانفجاره” كما ذكر تنبيه صادر من عمادة الكلية الذي دعا إلى إلغاء محاضرات اليوم كافة في الكلية. ما أدى إلى تفقد عميدة الكلية د. سعاد عبد الوهاب المكان واطمئنانها على الأوضاع وسلامة الطلبة كما يتبين من الصورة التي نشرها انستغرام الكلية الرسمي
نلحظ في الصورة عميدة الكلية د. سعاد عبد الوهاب التي يبدو أنني لمحتها أثناء زيارتي العابرة للكلية، وفي وسط الصورة يظهر أستاذي في القسم د. عبد العزيز حافظ الذي أتذكر أنني درست عنده مادتين،إحداها دراما، أما على يسار الصورة فيظهر أستاذ التاريخ د. عبد الهادي العجمي الذي سررت بلقائه على هامش معرض الكتاب قبل يومين والتقطت معه هذه الصورة
غير أنني جئت إلى المكان قبيل إعلان هذا التنبيه، فوجدت الكلية قد خلت من زحمة طلبتها المعتادة. فاغتنمت الفرصة لآخذ جولة ميدانية في الأقسام التي اعتدت الحضور إليها كطالب في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها قبل عشرين عاما بالتمام والكمال.
عشرون عاما أيها القراء الكرام تمرّ على الإنسان كأنها غمضة عين، بكل ما فيها من آلام وآمال، وأفراح وأتراح، وجموح وتأملات، وطموحات وخيبات، وأوقات كلام ولحظات صمت. كان تخرجي من الجامعة قد تمّ في أواخر سنة 1997، وقد بدأت الدراسة قبل ذلك في بداية سنة 1993. هذه السنون الأربع ونيف تشكّل فيها جزء كبير من شخصيتي واتسع فيها منظوري للحياة وتوطدت نظرتي باتجاه الحرية وصحيح الفكر، وإن شاب ذلك مرارة وهموم. كلية الآداب -كغيرها من كليات جامعة الكويت- مكان فعّال للتفكير وتمرين العقل على التعمق في التفكير. لا تختلف الكويت عن شقيقاتها العربيات بمحاولة النهوض وتلمس الخُطى نحوالنجاح، ولا تختلف أيضا بعثراتها في هذا الطريق.
بطبيعة الحال، مقر كلية الآداب الأصلي كان في منطقة الشويخ، حيث أمضيت النصف الأول من أعوام الدراسة، ثم انتقل الطلبة إلى مبنى كلية البنات في منطقة كيفان، وهو ما يعني -عمليا- عدم تطبيق مشروع “منع الاختلاط” الذي حاول بعض نواب البرلمان فرضه في سنوات التسعينيات. ليست هنا المشكلة الحقيقية، بل في عدم جاهزية الجامعة الجديدة في منطقة الشدادية حتى الآن. ويبدو أن أخر خبر قرأته أنها ستجهز لاستقبال الطلبة في يناير من العام القادم، لكن كل من أقول له هذا الخبر يسخر مني ويقول “انسى”، ولا أعلم ما هي مشكلة بناء هذه الجامعة الجديدة والانتهاء منها وهي التي يفترض أن تحل أكثر مشاكل الطاقة الاستيعابية للطلاب والطالبات في الكويت. ولا أعرف جامعة في العالم استغرق انشاؤها أكثر من 18 سنة. أعتقد أن هذا رقم قياسي سلبي جديد في التاريخ.
أتذكر الآن سنواتي الأربع ونيف بما فيها من لحظات مختلطة وممزوجة بمختلف الأفكار والمشاعر. كان الأصدقاء والزملاء في السابق يدفعون كرسيي المتحرك للتوجه نحو قاعات المحاضرات أو المكتبة أو الكافتيريا أو مبنى القسم أو أي مكان آخر، أما اليوم فقد تجولت وحيدا لألتقط هذه الصور وأستعيد من خلالها الذكريات. هلموا معي في هذه الجولة

مبنى عبد الله العتيبي هو الذي يضم قسم اللغة الإنجليزية وآدابها حيث الساعات المكتبية لكل دكتور. وكنا نقضي وقتا لا بأس به هنا بين أوقات المحاضرات المختلفة. ويظهر يمينا المصعد الخاص بالكراسي المتحركة الذي كنت استقله قبل 20 عاما. ربما تغير قليلا، لكن مازال يؤدي الوظيفة ذاتها

أمام قاعة 125، وهي قاعة ضمن صف يضم 3 قاعات دراسية مدرجة كبرى. أتذكر أنني أخذت في إحداها مادة لغة عربية نحو وصرف. لعل هذه القاعات مخصصة لقسم اللغة العربية

كنا نتبادل المذكرات عبر تصويرها ونسخها في هذه الغرفة، أسعار النسخ مدعومة من الكلية فننسخ بالتالي عشرات الصفحات والملازم بأسعار معقولة للغاية. طبعا التصوير للبنات لأن الكلية بأسرها هي “للبنات” ولأنها مقر مؤقت لبعض أقسام كلية الآداب ريثما تجهز الجامعة الجديدة وحرمها في منطقة الشدادية، ولا نعلم متى سيحدث ذلك أخيرا؟!

مازال المصعد الكهربائي على حاله منذ عشرين سنة. فقط أضافوا هذه العبارة بجانبه للتنبيه. طبعا بعدي وضعوا هذه العبارة منعا للتزاحم عند المصعد الضيق أصلا

هنا كنا نجلس أيام الشتاء عندما يكون الجو لطيفا. وطبعا نذاكر في اللحظات الأخيرة قبيل الامتحانات والاختبارات

مكتبة الكلية. أصدقكم القول إننا في السنوات الأخيرة قبل التخرج لم نلجأ لها كثيرا. إذ تركزت قراءتنا على الكتب السابقة التي نتبادلها كزملاء بعد نجاح كل زميل أو زميلة، أو المذكرات والملازم التي نكتفي بتصويرها من الكتب المقررة
وصور أخرى