جودزيلا والحرب الأخيرة والكارثة النووية – ترجمة الفيلم الياباني Godzilla: Final Wars

أقدم لكم أيها الأخوة الكرام عملا ممتعا وظريفا علنا نرى منه اليابان بصورة مقاربة بعد الكارثة التي حلت عليها مؤخرا من زلزال شديد وإعقبه موجات تسونامي ضخمة ثم اتبعها التسرب النووي الخطير من مفاعل نووي سلمي شمال شرق اليابان. والرابط ما بين جودزيلا والكارثة النووية له نوع معين من الارتباط بالوعي الياباني وإن كان تخيليا. وهو ما يجعل تطور قصة هذا الوحش المبتكر تأخذ أبعادا ودلالات ذات صلة بالواقع الذي لا يبتعد عن الرعب كثيرا.

 

Godzilla: Final Wars

جودزيلا: الحرب الأخيرة

 

والفيلم من إخراج المخرج الياباني المتميز ريوهي كيتامورا الذي كنت قد ترجمت له سابقا فيلم آراجامي وشاهدت له عددا من الأفلام الحركية ذات الحبكة المنطقية والمعقولة مثل أفلام Sky High و Azumi و Versus. والعمل من بطولة ماساهيرو ماتسوكا وكوزاكي كيتامورا والمصارع الأمريكي السابق دون فراي. وتأخذ القصة هذه المرة حبكة مثيرة حيث يحدث غزو للأرض من قبل مخلوقات ذكية وتعرض السلام بطريقة غامضة ثم تتصاعد القصة بشكل دراماتيكي فيصبح الشرير خيـّرا والعكس صحيح. وهذا النوع المشوق من الحبكات يجيده كيتامورا كما لاحظناه في أعماله السابقة مما يجعل أعماله تخرج من إطار سينما الحركة التقليدي حيث الصراع الواضح بين قوى الخير والشر. عمل ممتع ويصلح لكافة أفراد العائلة.

finalwars033110g

المخرج كيتامورا وجودزيلا

قصة جودزيلا كان قد ابتكرها المخرج القدير إيشيرو هوندا عام 1954 عبر أول فيلم روائي يعرض هذا المخلوق الذي تم ابتداعه خصيصا للسينما بفيلم Gojira أي حسب النطق الياباني لهذه الكلمة المستحدثة “جودزيلا”. وقد أمعن المخرج هوندا بالتعمق بتطوير القصة عبر عشرات الأفلام التي تعرض صراعات جودزيلا مع كل من وحوش مبتكرة مثل جايجان وموذرا وأنجويلاس وغيرها من جهة وصراعه مع البشر من جهة أخرى. فأصبحت العملية بمثابة تجارة رائجة بدأت منذ منتصف الخمسينات واستمرت بالستينات والسبعينات. فاستفادت شركة توهو للانتاج السينمائي من هذا الرواج وعملت كما يبدو على إقناع هوندا باستمرار وتسلسل القصة بشكل غير قابل للنهاية. وكما يبدو أيضا، فإن الأمريكان أعجبتهم الحكاية كثيرا وحاولوا اقتناص نجاح الفكرة فكان أن اقنعوا شركة توهو بمنحهم أحقية عمل فيلم ضخم عن جودزيلا وهو ما حدث عام 1998 حين تم انتاج فيلم من إخراج رولاند إيميريخ بعنوان جودزيلا، واشترك في بطولته ماثيو برودريك وجون رينو. ولكن الفكرة لم تستمر ولم يقدر لها النجاح. فعاد جودزيلا مرة أخرى كفكرة يابانية أصيلة عبر فيلم جودزيلا: إشارة استغاثة من طوكيو عام 2003 وفيلمنا اليوم عام 2004.

معاني ورمزية الوحش في جودزيلا

ولقصة جودزيلا رمزية ودلالات عديدة ترتبط بوعي الشعب الياباني الموعود بالنكبات الطبيعية وغير الطبيعية أحيانا. فمن ناحية أولى، يتكون اسم جودزيلا من اشتقاق لكلمتين باللغة اليابانية الأولى ゴリラ بمعنى غوريلا والثانية クジラ بمعنى حوت، وهو ما يرمز لغضبه الشديد وإلى طبيعته ككائن بحري يعيش بالمحيطات الضخمة ويتنقل ما بينها كالحيتان. ومن ناحية أخرى، فإن نطق مقاطع الاسم يشير للمقطع الأول بلفظ god إله والثاني إلى غوريلا أي أنه إله الوحوش أو الغوريلا الضخمة، وهذا يدلل على كونه وحشا لا تستطيع عليه جميع الوحوش الأخرى سواء مفردة أو متجمعة.

الوحش والكارثة النووي

أما من ناحية ارتياط هذا الوحش بذهن الإنسان الياباني والكوارث التي مرت به، فهو يعود أساسا لكارثة إطلاق القنابل الذرية على كل من هيروشيما وناجازاكي بنهاية الحرب العالمية الثانية، ثم تبعتها الحادثة التي وقعت لسفينة صيد سمك تسمى دايجو فوكارو مارو عندما تعرضت عام 1954 لإشعاع ناجم من تفجير قنبلة هيدروجينية وذلك في إطار التجارب على هذا النوع من القنابل الفتاكة التي اطلقها الأمريكان في جزر المحيط الهادي. فتفتق ذهن بعض المؤلفين عن أن هنالك وحشا هائلا يترصد بالبشرية ويريد فناءها بشكل أو بآخر. وهو بالضبط ما يقوم به جودزيلا باستمرار عبر سلاسله الطويلة، فهذا الوحش يريد الانتقام من البشرية ويسومها سوم العذاب لأنهم لعبوا بالنار على مقربة منه. ونحن هنا أمام فكر يلمح إلى أن جودزيلا هو صورة معبرة عن “التوحش الأمريكي” بأبشع أوضاعه من خلال استهتارها بالبشر واستغلالها للعلم من أجل السيطرة على البشر أو فنائهم. أو أن التلميح يرمز إلى أن التهور الأمريكي سيؤدي لا محالة إلى تدمير الحضارة البشرية وفنائها.

السفينة المنكوبة بتجارب القنبلة الهيدروجينية
قبل مدة قصيرة من وقوع الحادث

والحقيقة فإن المأساة لا تتحمل سؤوليتها أمريكا فقط بل البشر جميعا. فمن اكتشف الاستفادة من الطاقة النووية ليس أمريكيا وإن كانت قد وظفته لصالحها لاحقا. وقد أثبتت الحادثة الأخيرة في مفاعل فوكوشيما النووي أن هذه الطاقة كجودزيلا تماما لا يمكن التحكم بها ولا يمكن ضبطها عند وقوع الأخطاء البشرية أو الكوارث الطبيعية المفاجئة، حتى لو كانت تستخدم للأغراض السلمية كما حدث في شمال شرق اليابان. مصير البشرية يجب ألا يكون عرضة للتجارب عبر التعاطي مع الطاقة النووية، فلا يمكن تصور أخطارها الحقيقية لو خرجت هذه الطاقة عن عقالها. وستعتبر كوارث مثل فوكوشيما وتشيرنوبل بل وحتى هيروشيما وناجازاكي مجرد فقاعات وألعاب نارية. والخطر النووي داهم على البشرية كما هي رمزية التدمير في جودزيلا.

إيشيرو هوندا (يسارا) يرتب مشهد جودزيلا بجزئه الأول

الترجمة سماعية بالكامل

كنت قد انتهيت من ترجمة الملف النصي بشكل سريع، ولكن تبين أن نسخة التورنت مدبلجة باللغة الإنجليزية، مما اضطرني لتدقيق الترجمة سماعيا وترجمة مقاطع أخرى غير موجودة بالملف النصي. فهذا سبب التأخير بطرح الترجمة فعذرا لذلك. والنسخة كما ذكرت مدبلجة للغة الإنجليزية واللهجة الأمريكية تحديدا، وإذا كان هناك من لديه النسخة اليابانية ويريد أن تكون الترجمة معدلة عليها فسيسرني القيام بذلك بإذن الله. ولكن لا توجد الحقيقة تورنت مناسب للنسخة اليابانية حسب علمي لذا سنكتفي بوضع الترجمة لهذه النسخة المدبلجة ما لم يطلب أحد تعديلها للنسخة اليابانية. ولا شك أن الفيلم أساسا ياباني بكل شيء تقريبا ما عدا حوارات قليلة لدون فراي وبعض الممثلين الأمريكيين الآخرين، ومسألة دبلجة الفيلم لن يغير من أمر جنسيته الأصلية شيئا.

 

الترجمة بالنسخة اليابانية

Godzilla.Final.Wars.DVDRip.XviD-ViTO

مكونة من اسطوانتين

من هنا

——————————-

وترجمة النسخة الأمريكية

من هنا

وتقبلوا مني أطيب تحية

فيصل كريم

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s