ليس لكم من واقعكم إلا ما تملكونه من إرادة لتغيير للمستقبل. ولا أمل بالمستقبل إلا بوعيكم بسوء واقعكم. نعم، الواقع سيء ولا يملك من أراد السوء بحاضركم قدرة على إصلاح ما أفسده تاريخه كالح السواد. النظام غير قادر الإصلاح بل لا يعرف ماهية الإصلاح ومتطلباته وخصائصه، فهذا أمل منعدم وخيط منفصم. لا يحركني نحو الأمل بالأحرار سوى إدراكي لرغبتهم بالخروج من ظلمات القمع نحو نور التحرر، وإشفاقي على مستقبل شباب عاشوا في ظل جمهورية الرعب ولم يذوقوا طعم أن يعبر الإنسان عن أفكاره وآرائه بحرية. وتتمثل خطورة الموقف الحالي بألا يتحرك ميزان الشعب بصورة شاملة وموحدة ومتزنة، فعندما تميل كفة دون أخرى وتحدث ثغرات بالصفوف ويقوى صوت وتخفت أصوات، فهذه فرصة للنظام لأن يستفرد بهذه الكفة ويسومها العذاب والتجارب بهذا لا تحتاج للتذكير. فلا تجعلوا درعا مكشوفة الظهر لتكون لقمة سائغة لقوى الظلام. لا بد أن يصرخ الجميع بصوت واحد “لا” … لا للقمع، لا للتعتيم، لا للتسلط وحكم الفرد. وها نحن ننتظر سماع أصوات الهبة الشعبية الشاملة. فاليوم “طاب الموت يا عرب”