بسم الله الرحمن الرحيم
كل هذه عناوين لفيلمنا اليوم الذي قام باخراجه المخرج الايطالي الكبير الراحل سيرجيو ليوني. وقد انتج الفيلم سنة 1971. وهذا العمل لليوني ذو انتاج كبير وقدمت له تسهيلات انتاجية وخدمية كبرى. وهو يختلف عن بقية أفلامه السابقة (الويسترن) حيث اقترب من الشكل المعاصر بدخول العربات والسيارات والدراجات بل وحتى المصفحات والدبابات العسكرية، حيث من الممكن اعتباره عملا حربيا حركيا. لكنه يتشابه معها في مواقع التصوير المفضلة لدى ليوني ألا وهو صحراء العامرية في إقليم الأندلس بأسبانيا، وكذلك بعض القواسم المشتركة الأخرى. الفيلم من بطولة الثلاثي جايمس كوبورن و رود شتايجر والممثل الإيطالي رومولو فالي والثلاثة ومعهم سيرجيو ليوني رحلوا عن دنيانا. يناقش الفيلم قضية “الثورة” وكيف تحدث ولماذا ومن يقوم بها ومن ينكوي بنيرانها ومن يستفيد منها ويخرج منها حائزا على النصيب الأكبر من الكعكة.
يستمر سيرجيو ليوني بتقديم مادته الكاريكاتورية الساخرة لعمل ذلك التفاعل الدرامي وعبر الجمع بين المتناقضات والشخصيات المتنافرة. وإن كان قد تخلى عن عنصر الغموض كما في رائعته “حدث ذات مرة بالغرب“، بل ويقترب من المباشرة أحيانا بحكم جدلية الموضوع وخطورته ذلك أنه يؤثر على حياة الدول والشعوب. وقد تكون كلمة “الصدفة” هي المفتاح الذي يمكننا من قراءة الفيلم. يقوم صاحب العمل بالجمع ما بين شخصيتين لا رابط بينهما، الصعلوك المكسيكي قاطع الطريق خوان ميراندا (شتايجر) والاختصاصي الإيرلندي بعمليات التفجير جون مالوري (كوبورن) اللذان يتقابلان دون ميعاد. فيفكر الأول بالاستعانة بالثاني للسطو على بنك مدينة (ميسا فيردي) بالمكسيك حتى ولو بالاكراه لكن الأقدار جعلت منه بطلا للثورة الجديدة ومحررا لمعتقلي المدينة بنفس البنك. والفيلم بالواقع يبدأ بعبارات مقتبسة للزعيم وقائد الثورة الصيني ماو تسي تونج عن الثورة، ويبدو أن سيرجيو ليوني يتفق مع معظم هذه الأفكار. حيث لا ينصلح حال أي تغيير إلا بالثورة التي لا تنجح إلا “بالعنف”. وباعتقادي أن التغيير ليست وسيلته الوحيدة الثورة، فهناك الكثير من الطرق التي تؤدي للاصلاح واجتثاث الفساد ونشر الخير على المجتمعات والشعوب. بل قد تكون الثورة سببا من أسباب القمع والظلم وسيطرة العسكر ممن لا ناقة لهم ولا جمل بمسألة حكم البلاد والعباد، وهناك نماذج كثيرة على هذا الشيء خاصة بعالمنا العربي. حيث فشلت معظم الثورات في توفير أسباب الازدهار والرخاء للمواطن العربي. فحالما يسمع المرء عن وقوع ثورة بالبلد التي يعيش بها فالأفضل إيثار السلامة واطلاق الأقدام للريح نفاذا للجلد!
والثورة بفيلمنا اليوم ضحيتها هم من يكونون بالصفوف الأمامية أو أبطالها، وهذا ما قاله “ميراندا” بطل الفيلم، ومن يستفيد منها ويتبوء مراكزها العليا هم المتمترسون خلف الطاولات بعقد الصفقات السياسية والمالية. أما عموم الشعب والفقراء فلا عزاء لهم، فهم منهوبون ومستولى على حقوقهم قبل الثورة أو معذبون وملقيون في غياهب السجون والمعتقلات بعدها. فشخصية ميراندا تطبق مقولة “فاز بالملذات من كن جسورا” فهو جسور بالسرقة وقطع الطريق والسطو. لكن دوام الحال من المحال، فنرى الانقلاب الدرامي الذي أداه شتايجر باقتدار (اشتهر شتايجر بأداء دور موسوليني في فيلمين الأول “آخر أيام موسوليني” والثاني “عمر المختار“) حيث تحول من ذلك الصعلوك الذي يعيش لملذاته إلى بطل شجاع للثورة ذاع صيته بعموم المكسيك. أما جون مالوري (كوبورن) فهو ذلك الثائر المؤمن بالثورة سابقا والهارب من إيرلندا حيث الثورة هناك، إلا أنه تخلى عن مبادئه الثورية بسبب حادث مر فيصبح مجرد محترف مأجور لأعمال التفجير يأتي للمكسيك بناءا على رغبة قادة ثورتها، لكنه يتورط بشكل شخصي بهذه الثورة. أما د. فييجا (فالي) فهو الطبيب وأحد قادة الثورة السريين، لكنه سرعان ما أيقن أن الأمر ليس بهذه البساطة فكان ضحية لنفسه. عناصر جميلة وممتعة لهذا الفيلم جمعها ليوني أمامنا فنرى مشاهد حركة ضخمة كتفجير جسر ضخم ومباني كبيرة وغيرها من التفجيرات، فقصة الفيلم نفسها ملغومة. لكني لا أدعي أن هذا الفيلم بقوة “الطيب والشرير والقبيح” أو فيلم “حدث ذات مرة بالغرب” لكنه لا يقل عنهما اثارة.
يطل علينا كذلك بهذا الفيلم الموسيقار العبقري إينيو موريكوني . وهو عبقري لأنه يبتكر موسيقى وأصوات مدهشة تناسب مضمون الفيلم. يتميز موريكوني بفكرة استنطاق الأصوات أي جعل الصوت البشري كالآلة الموسيقية. كما حدث بفيلم “الطيب والشرير والقبيح” حين أضاف الموسيقى على صوت “واوا” وبهذا الفيلم عزف لنا صوت “شون شون” وقد يكون شون هو ذلك الاسم الذي يزعج مخبلة شخصية مالوري بالفيلم لأنه كان صاحبا له ثم خانه بسبب التعذيب أو الغيرة! وهذه التقنية “استنطاق الأصوات” قليلة الاستخدام بالموسيقى العربية، لكني أذكر أن الموسيقار الراحل بليغ حمدي طبقها بأغنية “بودّعك” لوردة الجزائرية حين استنطق الكورال بالصوت الايقاعي “تم تاك تاك” فكانت تجربة موسيقية رائدة. وهنا أقدم نبذة بسيطة عن موريكوني كان قد نشرها الاخ العزيز م/ محمد عبد الرحمن SIEEMENS في موضوع سابق واستئذنه بتقديمها هنا
مؤلف موسيقى أفلام :
The Good , The Bad and The Ugly
The Untouchables
Wolf
In The Line Of Fire
The Good , The Bad and The Ugly
The Untouchables
Wolf
In The Line Of Fire
رشح للأوسكار أفضل موسيقى تصويرية خمس مرات نال عن الموسيقى التصويرية لفيلم “
حدث ذات مرة بالغرب” الآن جوائز
-جائزة مهرجان بافتا لأفضل موسيقى تصويرية 1985
-جائزة الوشاح الفضي لأفضل موسيقى تصويرية من نقابة نقاد السينما الايطالية 1985
-جائزة افضل موسيقى من رابطة نقاد لوس انجيليس 1984
بالاضافة الى ترشحها لجائزة الكرة الذهبية لأفضل موسيقى تصويرية 1985
————————-
كنت قد وعدت باعلان هذا الفيلم عن هدية مجانية مع هذه الترجمة. والهدية هي ترجمة النسخة الإيطالية الممتدة لفيلم Once Upon A Time In The West والهدية موجودة على هذا الرابط
من هنا
————————-
نسخ الترجمة والفيلم
بالنسبة لنسخة الترجمة فهي للنسختين ذات الاسطوانتين والنسخة الأخرى المعدلة للاسطوانة الواحدة. وللأسف لم أجد تورنت لنسخة الاسطوانة الواحدة بل فقط للنسخة ذات الاسطوانتين. أما بالايميول فتوجد كل النسخ الممكنة للفيلم. وهذا يشير لقوة الايميول وتفوقه على التورنت.
——————–
الترجمة من هنا
A.Fistful.of.Dynamite.1971.720p.BluRay.x264-CtrlHD
وتقبلوا من مترجم العمل أطيب تحية
فيصل كريم