نقدم اليوم قارئة ومثقفة مجتهدة قررت الولوج إلى عالم الترجمة المرئية
وقد اختارت أن تستهل باكورة ترجماتها الوثائقية بهذا العمل
The Secret World of Lewis Carroll
عالم لويس كارول السري
وقبل وضع العمل الوثائقي والحديث عن ترجمته، أضع هنا كلمة مترجمة العمل: شوق
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم لكم ترجمتي المتواضعة لفيلم يتحدث عن حياة لويس كارول، مؤلف (أليس في بلاد العجائب) المرتبطة أرتباطاً وثيقاً بطفولتنا، ولعلّ هذا مادفعني لترجمة العمل بجانب الفضول الذي يتملكني دائماً لمعرفة خبايا حياة الأدباء الذين تركوا تأثيراً لايستهان به علينا من خلال أدبهم. لم تكن ترجمتي يسيرة ( كونها أول ترجمة نصية لفيديو أعمل عليها) ولم تكن بالغة الصعوبة ايضاً، إلا أنني تعلمت الكثير ومازلت أتعلم. ولايفوتني أن أشكر أستاذ فيصل الظفيري الذي لولا مراجعته وتشجيعه لما رأى هذا العمل النور
مشاهدة الفيلم الوثائقي
يتحدث هذا الوثائقي الأدبي والاستقصائي عن مؤلف قصة “مغامرات أليس في بلاد العجائب” لويس كارول وكيفية تأليفه لهذه القصة المدهشة التي داعبت خيالنا كأطفال وأدخلتنا في عالم عجيب وغريب تغلب عليه -حسب تفسيراته الظاهرية- البراءة والتحديات المتتالية نحو التخلص من كل ما هو سيء. واشتهرت القصة بهذا النمط الوردي والخلاب لتتبوأ مكانة عالية فيما يطلق عليه “أدب الأطفال” الذي أصبح صنفا أدبيا يُدرس في الجامعات كما أخبرني صديق لي درس مؤخرا الأدب الإنجليزي. والحقيقة أنني لم أدرس هذا الصنف بعينه عند دراستي الجامعية في الأدب الإنجليزي في منتصف تسعينيات القرن الماضي، ولعل قسم اللغة الإنجليزية اختار آنذاك عدم التركيز عليه. المهم هنا أن قصة أليس في بلاد العجائب تبوأت مكانة جيدة في هذا الصنف الأدبي الحيوي وجعلت من كاتبها لويس كارول شخصية تجذب الاهتمام لا سيما أنه لم يبرز سوى بهذا العمل الجميل.
لكن -ودائما تطاردنا لكن- “ليس كل ما يلمع ذهبا”. ولعلها سمة الحياة والواقع أن يتوارى كل شيء جميل شيء من السوء أو حتى القبح. فصاحبنا “لويس كارول”، وهو اسمه المستعار وليس الحقيقي، يكشف هذا الوثائقي عنه أشياء كثيرة وصادمة. لن أتكلم هذه المرة كثيرا وأفشي ما في العمل الوثائقي الذي انطلقت مقدمته المذيعة والصحفية البريطانية مارثا كيني بدافع الحب للقصة ومؤلفها لنراها تكشف الخيوط التي نُسجت منها القصة بكل موضوعية.
والطريف في القصة أن المؤلف رمز لشخصيته بالأرنب اللطيف الذي يبدو من بعيد أنه يكن حبا خفيا مع مرور الوقت لأليس التي ترمز بدورها لشخصية حقيقية كما تشير معظم الإشارات، وهي أليس ليدل ابنة عميد كلية كرايست تشيرش في جامعة أوكسفورد التي عمل فيها لويس كارول كأستاذ لمادة الرياضيات. لكن أين ستهرب يا كارول؟ فسرك مفضوح أيها الأرنب الشقي!
أتذكر أن نسخة الفيلم التي أخرجها المخرج المميز تيم بيرتون سنة 2010 حازت على إعجابي الشديد إذ أبهرنا بعرض معظم ملامح العالم الخيالي المدهش لأرض العجائب، وإن قلل من التركيز على الأرنب الأبيض لصالح شخصية مرتدي القبعة المجنون التي أداها النجم “المجنون” جوني ديب. ومما زاد من روعة الفيلم أنني شاهدت والأطفال في بيتنا بتقنية (3 دي) وكأننا ندخل في هذا العالم المذهل ونلمس أماكنه. كما أننا شاهدنا لاحقا الجزء الثاني “عبر المرآة العاكسة“