بسم الله الرحمن الرحيم
كما يعلم قراء هذه المدونة الكرام، ترجمت قبل سبعة أو ثمانية أعوام فيلم فتح القسطنطية واجتهدت بقراءة بعض المراجع حول الدولة العثمانية. لكنني كما يبدو وقعت بحبائل المستشرقين وإثارتهم للشبهات والفتن عن تلك الدولة التي ذادت عن الإسلام والمسلمين قرونا طويلة. ويلاحظ القارئ للمقال المصاحب للترجمة أنني حاولتُ بدوري تفنيد شبهات مثل شبهة “السفرلك” وغيرها في المقال، كما سلطتُ الضوء على مكامن القوة في الدولة العثمانية وإبراز دورها المحوري بعد زوال الخلافة العباسية وعقب الحملات الصليبية ووقوف العثمانيين سدا منيعا في وجه الأطماع الأوروبية الصليبية. لكن وقفت شبهة قتل السلاطين لإخوانهم وأبنائهم لغزا يعكر صفو هذه الصورة المضيئة، وما انفك المستشرقون يثيرون هذه الشبهات لتشويه صورة العثمانيين لا سيما الأوائل منهم. وللأسف، أخذ بعض أبناء جلدتنا يرددون هذه الأمور المشينة، ومنهم محمد فريد بك مؤلف كتاب تاريخ الدولة العلية العثمانية الذي اعتمدتُ عليه كمرجع لهذه المعلومة. ويبدو أن هذا الرجل، كما يؤكد الأستاذ الباحث في التاريخ العثماني محمد خليف الثنيان، ممن انضموا إلى حزب الاتحاد والترقي. وبالتالي ترتد هذه الشبهة عليه، لأن معظم إن لم يكن كل من انضم لهذا الحزب أطراف مشبوهة ركبت موجة الجنون القومي وكان من نتائجها الكارثية ما نحن عليه الآن من ضعف وهوان.
وضعت تنويها بهذا التحديث في المعلومة في المواطن التي جاءت في المقال حتى تتضح الصورة لأي قارئ، وهذا نص التنويه
تحديث 17-5-2019: لقد استقيت معلومة قتل السلاطين لإخوانهم الصغار أو أبنائهم من كتاب “تاريخ الدولة العلية العثمانية” لمؤلفه محمد فريد بك. والحقيقة أنني لم استقصِ عن هذا الرجل بما فيه الكفاية ولا أعلم لماذا ظننته لبنانيا يميل إلى أفكار حزب التحرير! لكنه رجل عاش في مصر (رغم أنه من أصول تركية) وكان من مؤسسي الحزب الوطني المصري (الحزب الأصلي طبعا وليس الحزب الذي ابتدعه محمد أنور السادات ليحكم به مصر ومن بعده حسني مبارك حكما استبداديا). إلا أن الأستاذ محمد خليف الثنيان نبهنا (وهو المتخصص في التاريخ العثماني والمتبحر فيه) أن محمد فريد كان ممن انضموا لحزب الاتحاد والترقي وتركيا الفتاة وبالتالي هو ممن يثيرون الشبهات التي لا أصل لها على الدولة العثمانية، مثل مسألة قتل السلاطين لإخوانهم أو أبنائهم. وإذ أشدد على ضرورة تدقيق مثل هذه الشبهات البغيضة، فإنني لا أتمسك بهذه المعلومات التي يرجح أن مصدرها الغرب وتلقفها أولئك الطاعنين في أمتهم والساعين للسلطة بغطاء أجنبي. وأعرض هنا محاضرة ألقاها الأستاذ الباحث محمد خليف الثنيان حول هذا الموضوع والشبهات التي فندها حول الدولة العثمانية، وسبحانك لا علم لنا إلا علمتنا.
وهنا محاضرة الأستاذ محمد خليف الثنيان التي قدمها قبل شهر حولهذا الموضوع
وسبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم