نظام الملالي ونزيف الزمن

“انتبه، فإنك تمشي على الجمر الحارق، بل تسير على حد السيف”

يبدو أن المسرحيات الهزيلة قائمة على قدم وساق في المنطقة. الرئيس روحاني يحاول إيهام الإيرانيين أنه خرج بانتصار يسجل له على صفحات التاريخ بعد توقيع اتفاق إطاري مع الدول الغربية. ومن خلال قراءة بسيطة للبنود المعلنة لهذا الاتفاق يتبين أنه الخاسر بكل وضوح. لكن قبل ذلك، لا بد من التذكير أن إيران كانت قبل 3 أو 4 سنوات في موقف تفاوضي قوي لم تزحزها عنه الولايات المتحدة وأوروبا. لكن بمرور الوقت تغيرت المعطيات والأحوال، فقبلت الحكومة بأقل من ذلك الذي رفضته في بداية المفاوضات، ومرد ذلك إلى سببين رئيسين:
* أولا: الإنهاك الذي تتعرض له إيران عبر دعمها المالي والعسكري للمليشيات القتالية في سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها من المواقع. فهذا الدعم اللامحدود استنزف القدرات الاقتصادية الإيرانية داخليا ووضعها وسط أزمة اقتصادية خانقة، وفاقم الأزمة الحصار الاقتصادي المتواصل من الغرب.
* ثانيا: هبوط أسعار النفط المخيف، وهو ما قيد من الحرية المالية النسبية التي كانت تتمتع بها إيران، وحرمها من زيادته ومضاعفته لتحقيق انتصارات حاسمة في سوريا واليمن.

ومن المعلوم أن النظام الإيراني من الأنظمة العقائدية التي لا تستسلم بسهولة، فهي إن لم تنتصر فعلا ستعمل على خلق مظاهر انتصارية حتى يحتفل به أنصارها ومواطنوها. لكن هذا لن يغير من الواقع شيئا، وهو أن من يقف بوجه الإرادة الشعبية سيسحق بلا شك، ومن لا يصدق عليه أن يعيد قراءاته في التاريخ. لكن المسرحية مستمرة و”لن تنتهي حتى تغني المرأة العجوز”، كما يقول المثل الأمريكي.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s