أحييكم أيها الأخوة والأخوات الكرام، وأقدم لكم عملا كوريا جنوبيا جميلا أعود من خلاله لهذه السينما التي انقطعت عن ترجمة أعمالها منذ فترة ليست بالقصيرة بالرغم من أن بداياتي بعالم الترجمة لم تبتعد عن السينما الكورية كثيرا. وقد وقعت بالصدفة المحضة على هذا العمل حيث كنت اعتبره فيلم رعب يصلح للمشاهدة المسلية لا غير، إلا إنه استوقفني لعمق موضوعه وقوة رسالته.
والفيلم من إخراج السيناريست والمخرج الكوري المميز إل-كون سونج، الذي لا يمتلك رصيدا كبيرا من الأعمال، إلا إنه اقتحم المجال السينمائي عبر فيلم سابق لفيلمنا هذا بعنوان جزيرة الزهرة عام 2001، ونال تقديرا فنيا عاليا. ولكن العمل الذي نقدمه اليوم “غابة العنكبوت” نال تقييما أعلى من عمله السابق رغم أن غابة العنكبوت لم يتحصل سوى على ترشيح واحد بمهرجان سان سيباستيان السينمائي عام 2004. ورغم أن العمل يأخذ طابع أفلام الرعب والغموض والإثارة ويلجأ للدموية أحيانا، إلا إنه يقدم مضامين ليست بسيطة ويعرضها المخرج من خلال رؤية فنية إبداعية يرسم خيوطها بدقة ويتحكم بترتيب صورها بأسلوب مثير للدهشة. ويتفنن هنا المخرج بتأخير وتقديم الأحداث بطريقة قد تبدو مربكة للمشاهد، ولكنها مبررة ومنطقية بحسب الموضوع الذي تطرحه القصة. وقد يكون سبب هذا التمكن من الرؤية لدى المخرج هو أنه من صاغ السيناريو بنفسه، فتمكن بالتالي من الحكم على ما هو يعرض بالبداية والمنتصف والنهاية، وهذا الترتيب حسب الفيلم من الممكن أن يُعكَس أو حتى يتبعثر دون أن يؤثر على مضمون العمل. وأعني هنا أن القصة الجيدة مع الممثلين الجيدين للعمل ليست عوامل كافية لنجاحه، وهنا يبرز دور المخرج القادر على بلورة كل العوامل المؤدية لنجاح العمل. وعلى من يشاهد العمل أن يستعد لاحتمال مشاهدته مرة ثانية، لأن الصورة الشاملة قد لا تبدو واضحة أو أن خيوطها من الصعب إدراكها بسهولة. ويبرع المخرج بدراسة شخصيات العمل بعمق ونفاذ حتى أن المُشاهد يرى أبعادها ونقائصها بشفافية مثيرة للإعجاب. والحقيقة أننا تعرفنا على مخرج يجمل بصمات إبداعية وريشة رسم رشيقة، وهذا ما سيجعلنا نتابعه عن كثب.
إن الإنسان بلا ذكريات قد لا يختلف عن الجثة الهامدة. فهي الماضي الذي يكون شخصية الفرد، ويعبر من خلالها نحو تكوين الطموح وبناء الأمل. وبالتالي من ليس لديه ذكريات وحنين للماضي قد يفتقر للأمل والنظرة المشرقة للمستقبل. لكن دائما ما تتواجد العوامل التي تقف حائلة بين ماضي الإنسان ومستقبله، وقد يكون هناك من يرغب بسرقة الأمل وضياع الأمنيات لأسباب مختلفة. وهنا فإن الحقيقة ستنتظر من يحتضن ذكرياته ويتشبث بأمله المشرق. وهكذا لا بد أن نتعلم من العنكبوت الذي ينسج بصبر وتؤدة من ماضيه خيوطا ليصنع بها مستقبله. إن رمزية العكبوت درس قابل لأن يتم إسقاطه على حياة البشر. فهو لا يستكين أو يضعف أمام الزمن بل تراه يتناغم معه فتكتشف أن حبل الماضي لديه ممتد للمستقبل عبر سلسلة لا متناهية من عمليات النسج والبناء. ولكن الإنسان لا يتعلم من هذه الرمزية، فكما هو يبني نجده بذات الوقت يهدم، وكما هو يبدع نراه أحيانا يسرق، وكما هو ينقذ حياة الناس قد نراه قاتلا مجرما. ولعل هذه هي سنة الحياة عموما، فلولا قساوة الشر ما عرفنا معنى الخير وقيمته.
يرجى الانتباه والحذر: الفيلم للكبار فقط
وقد أضفت بعض السطور التنبيهية من ذلك قبيل هذه المشاهد
تمت الترجمة على نسخة
Spider.Forest.2004.DVDRip.XviD-GaMo
وهي من اسطوانتين
ولكن يبدو أن تورنت هذه النسخة غير مكتمل
وإذا وجد أي من الأخوة تورنت أو روابط مباشرة
لهذه النسخة فليقدمها مشكورا بهذا الموضوع
وهناك تعديل لنسخة
Spider Forest-aka-Geomi sup (2004
وهي من اسطوانة واحدة بحجم 700 ميجا
رابط الترجمات والتورنت
وتقبلوا مني أطيب تحية
فيصل كريم