إذا ظن بعضهم أن ما جرى في حلب “انتصار مجيد”، فأدعو بشار الأسد أن ينتهز هذه الفرصة المناسبة للتنحي ومغادرة سوريا فورا. لعله أدرك ونظامه منذ زمن أن المسألة ليست درعا أو حماة أو حمص أو إدلب أو حلب، بل هي رفض عموم الناس له ورغبتهم التي لا تنثني بتغييره، ناهيك عن محاكمته على كل الجرائم المرتكبة بدءا من 2011 وحتى اليوم. في سنة 2000، قبل الناس وجود بشار على سدة السلطة وبلعوا مهزلة تلاعبه بالدستور وتنصيب نفسه وهو لم يبلغ السن القانونية بعد. وشربوا وأده لما سمي بـ”ربيع دمشق” نظرا للظروف الأقليمية آنذاك، وهذه حجة واهية بالمناسبة.
وتحملوا الفساد والاختلاسات والاستيلاء على المال العام من المقربين منه ومن نظامه.
لكن في النهاية، هذه سورية، معقل الشام، وليست جمهورية موز ليتلاعب بها مراهقي السياسة وطائشي البوصلة.
عندما قال الناس “ارحل” فكان حريا بك أن ترحل وألا تختبر إرادة الأحرار الذين رضوا بك سابقا ولفظوك اليوم لأسباب تعرفها يقينا ولا تخفى عنك.
فهذه فرصة تاريخية لك اليوم يا بشار، فاغتنمها. وإلا فإنها فرصة لمن يريد الثأر منك إن واصلت العناد ونفذت المخطط الجهنمي المرسوم لك من الخارج.
وهذه دعوة لا نستثني منها الخسيسي وأمثاله من المجرمين والخونة.
وسترون ونرى من آيات الله ما لم يدر في حسبان أحد.