بسم الله الرحمن الرحيم
قدم استديو الأربعاء في الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الثاني سنة 2016 أولى أمسيات الشهرية اليابانية لنشاطات الاستديو المعنية بعرض أفلام سينمائية متميزة من مختلف بقاع العالم. وقد وقع الاختيار على رائعة المخرج الياباني يوجي يامادا “أمنا كابي” التي ترجمها فريق الديفيدي العربي قبل ستة أعوام تقريبا. وسيواصل الاستديو عرض ثلاثة أفلام أخرى انتقيت بعناية وتظهر في الملصق الخاص بالشهرية
وقبل الإسهاب عن هذه الشهرية، أود هنا الإشارة إلى علاقتي مع استديو الأربعاء وكيف بدأت ومتى… ولعل قراء مدونتي الكرام يتذكرون موضوع تغطيتي لأمسية عرض الفيلم الوثائقي “قوة الإعجاز في القرآن الكريم” للأستاذ الفاروق عبد العزيز، حيث تقابلت مع مقدم الأمسية الأستاذ علاء الدين البربري، ولم أعلم حينها أن هذا الرجل يقدم برنامجا أسبوعيا يعرض من خلاله سينما عالمية للمهتمين والنقاد ومحبي السينما. أما من جانبه، لم يكن يعرف فيصل كريم معرفة مباشرة، على الرغم من استعانته بترجماته المتوفرة على النت. فشاء قدر الله أن نتلاقى بعد أن وجدت رقما هاتفيا اتصلت فيه فظهر لي مباشرة الأستاذ علاء وحدث التواصل والرغبة المشتركة بالتعاون، وهذا ما تم بدءا من شهر سبتمبر الماضي، حيث تعرفت على طاقم العمل وتوطدت العلاقة بيننا شيئا فشيئا، إلى أن كلفني الأستاذ علاء مشكورا بتقديم الاستديو غير مرة سواء منفردا أو بالمشاركة مع الزملاء في الأستديو، وبالرغم من التردد الذي انتابني من هذه الفكرة -لأسباب لا تخفى على أحد من كون العملية جديدة عليّ وخشية انعدام الجاهزية أو القبول لهذه المهمة- إلا إن الأستاذ علاء ما انفك عن تشجيعي وشحذ همتي لإتمامها بالشكل المطلوب، وما يجدر ذكره أن تقديم الأستديو كل أسبوع يجري بطريقة التدوير بين أعضاء الاستديو.
أما المهمة الرئيسة التي أرى أنني مضطلع بها وأتحمل مسؤوليتها فتتمثل بمستوى الترجمة المقدمة في كل فيلم من الأفلام التي يقدمها الاستديو كل أسبوع. فالترجمة يجب أن تليق بالحضور الذي يضم بين صفوفه مجموعة طيبة من الأدباء والمثقفين وأهل اللغة، وأعتقد أن من الخطأ الجسيم وضع ترجمات “كيفما اتفق” لهذا الجمهور الواعي. فآليت على نفسي مراجعة معظم الترجمات المرئية التي عرضها الاستديو منذ انضمامي إليه ونقحت عددا منها لاسيما ما يشوب بعضها من أخطاء جوهرية في المعنى. ومن جهة أخرى، أتكفل أيضا بمهمة دمج الترجمة العربية وكذلك الإنجليزي على نسخة العرض (لحضور عدد من الجاليات المختلفة لفعاليات الاستديو أسبوعيا) كما أقوم بعمل تحرير لنسخة العرض وحذف ما يشوبها من مشاهد تعري أو خلاعة أو غيرها من المشاهد غير اللائقة بثقافتنا بما لا يخل بمحتوى الفيلم ولا يشوه مضمونه. وكل هذا وذاك بالاتفاق مع منسق الاستديو الأستاذ علاء.
وأعتقد أن تعاوني مع مجموعة استديو الأربعاء سيستمر على الأرجح لفترة ليست بالقصيرة، لتفرغي الحالي ولأنها تلبي هوايتي في مجالي الترجمة المرئية والسينما.قد
شهرية السينما اليابانية
كما يعلم متابعي هذه المدونة، ومن قبلهم متابعي ترجمات فيصل كريم، فإنه قد تخصص منذ فترة ليست بالقصيرة من عمر مجال الترجمات المرئية على الانترنت بترجمة أعمال السينما اليابانية المميزة. فإذا صح أن هذا المجال بدأ في منتصف 2003 أو قبله قليلا، فمحدثكم بدأ وضع اسهاماته في أواخر 2006، حيث ترجمتُ ثلاثة أفلام آسيوية دفعة واحدة قبيل نهاية ديسمبر من ذلك العام، وكانت كلها يابانية بطبيعة الحال. وعلى هذا المنوال، تواصلت ترجماتي للأعمال اليابانية إلى أن تجاوزت 30 فيلما وهو ما يشكل رُبع مجموع ترجماتي المرئية. فقد توجهت للسينما اليابانية لكنني لا أترجم كل شيء، بل انتقي ما هو مميز وراقي حسب الإمكان والتقييم.
وبعيد انضمامي للاستديو طرحت فكرة تنظيم شهر كامل للسينما اليابانية وروائع مميزة منها، وقد وافق الاستديو بالإجماع على هذا المقترح.
وفعلا عرض يوم الأربعاء الماضي أول فيلم كما أسلفت أعلاه وذلك في مسرح المتحف الوطني الكويتي، وحضر السيد الملحق الثقافي بالسفارة اليابانية. وكانت مشاهدة الفيلم -للمرة الرابعة بالنسبة لي- مميزة وممتعة لأسلوب المخرج القدير يوجي يامادا المؤثر الذي يجمع بين التقنيات الحديثة في السينما والأصالة في عرضه للقصة، فلا يتمالك المرء وهو يشاهد قصة إنسانية عميقة ومؤثرة إلا أن تغرورق عيناه في نهاية العرض. أما الحضور فقد تفاعل تفاعلا طيبا وواعيا بأحداث العمل والرسالة التي حاول المخرج نقلها بأسلوب إبداعي. والمحصلة أن الفائدة المرجوة من هذه المصافحة الثقافية والحضارية مع الفن الياباني قد تبرعمت أولى بذورها في مجتمعنا على أمل رعاية جذور هذه النبتة الوليدة وسقاية جذورها إلى أن تزهر زهورها ويفوح طيبها بين الناس.
صور من أولى أمسيات الشهرية اليابانية
مداخلات الحضور قبل عرض الفيلم وبعده
أقف هنا عند هذا الحد، ولعلي أكتب تقريرا آخر بنهاية هذه الشهرية بإذن الله تعالى
تقبلوا أطيب تحية
فيصل كريم الظفيري
يا سلام
يا جمال
إعجابإعجاب