فريق الديفيدي يقدم: التاريخ يتلوّن – ترجمة فيلم Robin Hood للمخرج ريدلي سكوت

يقدم لكم فريق الديفيدي للترجمة أيها الاخوة الكرام عملا سينمائيا يتسم بالنظرة التاريخية المثيرة للجدل والمحفزة للقراءة والبحث الدائم طرقا لباب الحقيقة.

Robin Hood

روبن هود

النظرة العامة للفيلم

فيلم روبن هود من إخراج المخرج البريطاني القدير ريدلي سكوت والذي ترشح للأوسكار عبر ثلاث مناسبات ومن انتاج عام 2010، ومن بطولة نخبة من النجوم وهم

النجم النيوزيلندي المعروف راسل كرو
بدور ربن لونجسترايد “هود”

والنجمة الأسترالية كايت بلانشيت
بدور الليدي ماريون

والنجم السويدي المخضرم ماكس فون سيداو
بدور والتر لوكسلي

والممثل الجواتيمالي الفرنسي “الاسرائيلي” أوسكار إسحاق
بدور الملك جون الهائج

والممثل الإنجليزي مارك سترونج
بدور جودفري الغامض

والممثل الأمريكي القدير ويليام هيرت
بدور وليام مارشال



والممثلة المخضرمة إيلين أتكينز
بدور الملكة إليانور الأكيتانية الصعب


ويقدم لنا المخرج ريدلي سكوت منظوره الدرامي لهذه الحكاية التاريخية الأسطورية، حكاية روبن هود. وهذا المخرج الكبير يتميز بأنه يبدع بإدخال الخيوط الدرامية على الأحداث التاريخية التي يتناولها بأفلامه مثل المصارع ومملكة السماء. وينجح بالقاء الضوء على فترات معينة يستغلها دراميا لصالح الهدف الذي يسعى له. وهو بهذا السعي لا يعبأ كثيرا بمدى دقة الحدث الدرامي الذي ينقله من الناحية التاريخية، مما يدخله بدائرة المغالطة التاريخية الفجة. وهذا يؤدي إلى تشويه الحقائق التاريخية المتفق عليها ما بين علماء ومتخصصي التاريخ المتعددين. أي أنه يركز على استلهام جوانب الأحداث التاريخية ومن ثم يوظفها بل يطوعها لصالح منظوره الدرامي، دون أي مراعاة لقيمة الحدث الذي تناوله أو حتى صدقيته. ولهذا فإننا عندما نشاهد أفلام ريدلي سكوت التاريخية قد نخرج منها معجبين أو “منبسطين” من هذا المنظور الوسطي الذي يقدمه عن التاريخ. لكن الخطورة تكمن بالتأثر الذي قد يتأثر به جيل الشباب من هذا المنظور ومغبة اعتباره مرجعا تاريخيا حقيقيا ومعلومة يستند عليها للدلالة على وقائع تاريخية معينة.

إلا إن فكرة الفيلم لم تبدأ مع ريدلي سكوت، بل طرحت الفكرة من قبل مجموعة مؤلفين لاستديوهات يونيفرسال لعمل يكون باسم “شريف نوتنجهام” ويركز على علاقة الحب ما بين هذا الشريف وهو روبين لونجسترايد نفسه مع الليدي ماريون زوجة الشريف السابق. ورغم أن ريدلي سكوت قد ذكر سابقا أنه لا يتابع أو يفضل حكايات روبن هود الاسطورية والتي تقترب من الهزلية أحيانا، إلا إنه قرر ربط أحداث تاريخية بهذه الحكاية الخيالية، فكون لنا خلطة لا تقترب من التصديق أو التكذيب. ولو لاحظنا هنا أن نفس هذا الأمر كان قد فعله بفيلم مملكة السماء حين أتى بشخصية غير مؤثرة إطلاقا بالتاريخ ألا وهو باليان ابن إبلين وجعله مركز الأحداث لحظة فتح صلاح الدين الأيوبي للقدس بعد نصر معركة حطين الشهيرة. فقام سكوت بجعل شخصية روبن هود الخيالية شاهدة على الفترة الانتقالية ما بين الملك ريتشارد قلب الأسد وأخيه جون الذي تولى الحكم من بعد مقتله. ولا يوجد مانع من إضافة أحداث درامية على الوقائع التاريخية طالما لا تحور أو تلون التاريخ، وهي طبعا هواية ريدلي سكوت المفضلة باستخدام التاريخ كمجرد أداة للتوظيف الإعلامي والدرامي. ولا بد أن متخصصي التاريخ وباحثيه يعتبرون هذا جريمة لا تغتفر. إلا أن هذا العمل السينمائي يحمل ما بين طياته جوانب إيجابية، ولعل من أبرزها ذلك المشهد الذي سأل به الملك ريتشارد روبن هود أمام جميع الجند (وهو شيء خيالي قطعا) “هل الرب راضي عن تضحياته بحملته الصليية؟” وهنا تميز سكوت بعرض إجابة روبن الصادقة والمؤثرة والجنود في حالة ركوع ورهبة وكأن على رؤوسهم الطير. وكأن ريدلي سكوت يريد أن يقدم اعتذارا عن جريمة الحملة الصليبية التي شنها ريتشارد على أرض بيت المقدس. فكانت لحظة تجلي سماوية! ويتميز الفيلم بالواقعية وعدم استخدام التقنيات الإلكترونية وخدع الجرافيكس كثيرا، رغم وضوح قلة الإنفاق الانتاجي على العمل. ومن المميزات الأخرى الموسيقى التصويرية التي أبدع مارك سترايتنفيلد بتلحينها فتحمل أصوات موسيقية معبرة بشكل حاد عن المشاهد وتستحق لأن يستمع لها منفردة على مسرح أوبرالي خاص. بالنسبة لجودة التصوير فلا يمكننا الحكم للأسف لعدم وضوح النسخة التجريبية التي تمت عليها الترجمة، وقد يتسنى لنا ذلك عند مشاهدتنا للعمل مرة أخرى بالنسخ النقية النهائية. إلا إنه من الناحية الإجمالية، فيعتبر العمل ككل من الأعمال التي تحمل مفهوما جديدا من ناحية كيفية التعامل مع القصص والأساطير الشعبية لتوظيفها دراميا بشكل شبه واقعي حتى وإن كان متخيلا. وذلك خلافا لكل ما ظهر لنا سينمائيا بالسابق عن كيفية إظهار هذه القصة بشكل نمطي وتقليدي.

النظرة التاريخية للفيلم

بما أن المخرج العالمي ريدلي سكوت يلجأ دائما إلى التطرق للجوانب التاريخية بأفلامه فإن هذا الأمر لا بد أن يسترعي الانتباه ومدى الدقة العلمية التي سعى لها العمل. وكان باستطاعة سكوت الالتزام بالنص الأصلي للعمل وهو التركيز على علاقة روبن هود والليدي ماريون، إلا إنه فضّل كالعادة الدخول بالوقائع والشخصيات التاريخية، وهنا لا بد أن ندلي بدلونا بهذا الشأن. لكن أولا دعوني استرعي انتباه حضراتكم أننا لا نود هنا أن “نحرق” أحداث العمل، لكننا سنركز على الأحداث التاريخية التي تم التطرق لها به. وفي البداية فإنني في الحقيقة أشعر بالحيرة والارتباك حين نتحدث مثلا عن مسألة مقتل ريتشارد قلب الأسد. وهذا مرده إلى تعدد وتباين الروايات بهذه المسألة. فخلال ترجمتي للحلقة الثالثة من سلسلة تاريخ بريطانيا، لمّح البروفيسور سايمون شاما إلى أن مقتله لم يكن إلا بدفع من أخيه جون لكي يستولي على العرش من بعد موت أبيهم الملك هنري الثاني كمدا. في حين أن ريدلي سكوت يعتمد على رواية أخرى مفادها أن الملك الفرنسي فيليب هو من دفع لقتل ريتشارد انتقاما منه ومن تكبيده إياه هزائم منكرة جعلته بإحداها يفر مذعورا من باريس ليترك لريتشارد كل خزائنه وودائعه الثمينة ووثائقه السرية. وهذا الأمر جائز لا سيما أنه قتل بأرض فرنسية بشكل مفاجيء. وكلتا الروايتان قابلتان للتصديق ومنطقيتان لأن قلب الأسد أعداؤه كثر، ومن المحتمل أن أحدهم قد تآمر ليتخلص منه. إلا أن الثابت من الأمر أن ريتشارد استهتر وخرج لقلعة محصنة دون دروع، فتلقى سهما بكتفه الأيسر لكنه قريب جدا من العنق إلا أنه لم يمت مباشرة (كما ظهر بالفيلم) بل كانت مسيرة موته طويلة ومؤلمة حيث وصل جريحا على شفا الموت لأمه الملكة إليانور، فتذوق قليلا من عذابات ما ارتكبت يداه في عكا قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وقيل أن من قتله فتى صغير بعمر المراهقة فتم الإمساك به أمام ريتشارد واعترف أنه تعمد استهداف الملك لأنه قتل أباه وأخوين اثنين له فيما مضى. والمثير أن ريتشارد عفا عنه بل وكافأه بمبلغ 100 شلن وقال له كلمته الأخيرة “عش حرا، وليستهل بهبتي نور النهار”. لكن أيا من هذا لم يحدث! فحال موت ريتشارد تم تعذيب الفتى حتى الموت ونزع جلده عن جسده.

الملك جون كما تم تصويره في كتاب
Historia Anglorum

تصوير لأضرحة عائلة بلانتيجينيت المكونة من
الملك هنري الثاني وزوجته الملكة إليانور
وابنائهما ريتشارد وجون وزوجاتهما

يحاول ريدلي سكوت أيها الاخوة أن يصبغ على الفيلم الصبغة الوطنية، حيث الإنجليز الذين يدافعون عن وطنهم وقوميتهم ضد الغزاة من الفرنسيين، وهذا أمر غير واقعي تماما وإنكار لطبائع الأمور بذلك الوقت لعدة اعتبارات بديهية. أولا، لا ننسى أن النظام السائد بذلك الزمن النظام الإقطاعي. والإقطاع يعتمد على مدى ما يمتلكه الفرد من أراض وعموم الناس ممن يخدمون هذه الأرض وعلى كمية المواشي والقطعان المملوكة بهذه الأرض. وكلما كبرت الأرض لنبيل من النبلاء ازداد نفوذه وقربه للحكم مع امكانية تكوينه لجيش خاص به. وهذا الأمر ينطبق على إنجلترا وفرنسا وجميع البلدان والإقطاعيات الأوروبية آنذاك. فلذا فإن هذا الصراع الإنجليزي-الفرنسي لم يكن سوى صورة من صور الرغبة بازدياد الإقطاع وامتلاك الأراضي. ثانيا، لم تكن هناك صورة واضحة للشخصية الإنجليزية بشكل عام بذلك الوقت لا سيما بعد القضاء على التراث الأنجلو-ساكسوني قبل الفترة التي يتحدث عنها الفيلم بمدة ليست ببعيدة. فالنورمانديون -وهم حكام إنجلترا منذ وليام ابن الزنا ومرورا بهنري الثاني وريتشارد قلب الأسد وكذلك جون– فرنسيون بالأصل، ولا يتحدثون اللغة الإنجليزية إطلاقا وهي اللغة التي لم يكن يتحدث بها سوى الطبقة السفلى من الشعب الإنجليزي وذلك حتى مطلع القرن الخامس عشر (وسنشرح هذا الأمر تفصيليا عند تقديم ترجمتنا لسلسلة مغامرة اللغة الوثائقية قريبا بإذن الله)، وهو ما لم يجرؤ أي مخرج إنجليزي على ذكره بكل الأفلام التي تناولت هذه الحقبة بما فيها الفيلم الرائع The Lion In Winter، الذي قدم لنا منظورا صريحا وفاضحا عن شذوذ ريتشارد قلب الأسد مع فيليب ملك فرنسا، مما جعل والد الأول الملك هنري الثاني يغسل يداه منه -بالإضافة لبعض القضايا الأخرى- وهو ما حدث فعلا لاحقا حيث خاض ريتشارد حربا طاحنة على المُلك ضد أبيه. ثالثا، ليس من الصحيح إطلاقا أن النبلاء والبارونات وقفوا على مضض مع الملك جون في مواجهة غزو فرنسي قادم بقيادة الملك فيليب الثاني. فلم يكن هناك بالواقع غزو شامل بالمعنى الحرفي للكلمة، بل كانت مجرد مناوشات للحصول على أراضي إقطاعية جديدة يتفوق بها كل ملك على غريمه. والنبلاء كان موقفهم مضادا للملك جون على طول الخط، والأدهى من ذلك أنهم استدعوا الأمير لويس من فرنسا ليقدم لهم العون لاحتلال لندن، وهذا يدل على كرههم الشنيع لجون، وهذا أمر مبرر لأسباب تثير الاستغراب منها أنه “كرجل شهير بشدة الفسق والمجون” دأب على إغراء زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم لا سيما الجميلات منهن. ولنا أن نتخيل استحالة أن ترفض إحداهن هذا الإغراء بما فيه من مكاسب كثيرة من الملك أو خوفا من غضبته عند صده. وقد يكون كذلك جون مكروها لهم لإدعائه أنه قد يتحول للإسلام، فعندما اشتدت عليه الضغوط من الملوك الأوروبيين الإقطاعيين وأوشكت خزينته على الوفاض بسبب نزواته وغزواته الإقطاعية، راسل ملك المغرب محمد الناصر عام 1214 بهذا الشأن. ولا بد أن الملك المغربي كان على علم بعدم جدية جون بالدخول للإسلام وأنه لا يطمع سوى بمزيد من المال والثروة التي قد يجنيها من هذا الأمر. وإن كان هذا خطأ فادحا من محمد الناصر الذي كان عليه أن يستغل الفرصة ليحتل موطيء قدم بهذه البقعة الشمالية من العالم. إلا أن فكرة ألا قبل له بمواجهة الغرب المسيحي وحيدا قد انتابته وجعلته يحيد عن هذا التوجه.

ترجمة فريق الديفيدي للفيلم

اشترك بترجمة الفيلم كل من الاخوة أحمد زليط الذي ترجم نصف الفيلم وياسين كنون الذي ساهم مشكورا بترجمة المقاطع الفرنسية ومحدثكم الذي قام بترجمة النصف المتبقي من العمل والمراجعة النهائية عليه. والترجمة سماعية عموما. ولم تكن نسخة الفيلم المذكورة أدناه بذاك السوء صوتيا مما مكننا من ترجمة نسبة كبيرة جدا من الفيلم بدقة عالية والحمد لله. وهو ما سيساعدنا لاحقا بتقديم ترجمة نهائية مع وصول النص الأصلي للفيلم مع نسخ الديفيدي قريبا بإذن الله. ونتوقع كما هي عادة ريدلي سكوت أن يقوم بإصدار نسخة مخرج ونسخة ممتدة للفيلم وسنقوم حينها بتطوير الترجمة لجميع هذه النسخ حين صدورها بحول الله. وقد تم الاتفاق على أن تكون الترجمة بالصيغة الصورية IDX وذلك لتقليل احتمال الاستيلاء عليها بسهولة من قبل بعض ضعاف النفوس (شفاهم الله من هذا المرض)، ونحن نعلم أنها من الممكن أن تسرق أو تنقل دون إذن حتى وهي بالحالة الصورية ولكن كما قلنا لتقليص هذا الاحتمال وتخفيفا للضرر. وقام كذلك الاخ الفاضل أحمد زليط مشكورا بعمل الترجمة بخطوط مميزة وبلونين مختلفين اللون القياسي الأبيض واللون الأصفر لمن يحب ذلك.

ونود القول أن هذا الفريق المكون خيرة مترجمي الديفيدي لا يقدم إلا المستويات الرفيعة وتخرّج منه مترجمين شباب وصاعدين حفروا لهم اسماء ذهبية بالديفيدي منهم على سبيل المثال لا الحصر سليمان الراشد ومحمد غدير ومنى M Noona وأحمد زليط ومحمد العازمي وحسن سليمان وموسى البارقي ود. وليد العواضي وغيرهم ممن لا تحضرني اسماؤهم. وأظن أن هذه رسالة يتعين على كل المترجمين المخضرمين والمتمرسين أن يعتنوا بالمترجمين الشباب والصاعدين حتى يكتسبوا المهارة والتفوق تدريجيا وبهذا نقوم بوصل الجسور ما بين كافة المستويات وتقل الثغرات والفجوات فيما بينها ويرتفع مستوى الترجمة وتظهر رسالة المترجم ومبادئه بخدمة أمته إن كان بأجر أو بلا أجر.
————————————–

التعديل على جميع النســخ التاليــة موجود بالمرفقات

Robin.Hood.2010.R5.AC3.XViD-IMAGiNE
Robin.Hood.2010.R5.XViD-xR5
Robin.Hood.2010.Unrated.DC.480p.BRRip.XviD.AC3-FLAWL3SS
Robin.Hood.2010.Unrated.DC.720p.BluRay.X264-AMIABLE
Robin.Hood.2010.UNRATED.DVDRip.XviD-MAXSPEED
Robin.Hood.UNRATED.DC.DVDRip.XviD-ARROW

————————————–

رابط الترجمة

———————————

ويسعد فريق الديفيدي أن يتقدم باهداء الترجمة

للأخ العزيز ا/ عبد المنعم سمير

وتقبلوا من أعضاء الفريق

أحمد زليط

و

ياسين كنون

و

فيصل كريم

أطيب الأمنيات بقضاء وقت مفيد وممتع

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s