
اشتركت في صيف عام 2010 بترجمة هذه السلسلة الوثائقية التاريخية عن أمريكا مع مجموعة من الزملاء
وهم أحمد الزعبي وهاني إدريس وعباس مشالي
الذي تفضل بكتابة هذا الموضوع التحليلي الموسع
فهذه السلسلة من إنتاج البي بي سي، وهي باسم:
The American Future – A History


فلقد قام نخبة من المترجمين الأكفاء بمنتدى الديفيدي العربي
بفـريـق يمـزج عناصـر الخبـرة بالـشـبـاب وهم:
نقدم قبل الموضوع التحليلي حلقات السلسلة الوثائقية مع روابط مباشرة لمشاهدتها
ملخص حلقات الفيلم الوثائقي
المستقبل الأمريكي – نظرة تاريخية
The American Future – A History

الحلقة الأولى
الوفرة الأمريكية
يستطلع البروفيسور سايمون شاما بالحلقة الأولى كيفية أن التفاؤل الأمريكي حول القدرات اللانهائية لمصادر وموارد الأرض الأمريكية يتعرض لخطر الوصول لمرحلة الاضمحلال التام. ولا يوجد مكان يظهر به هذا الأمر جليا أكثر من الغرب الأمريكي، والذي طالما كان رمزا لاستغلال الفرص والحرية.وقد يكون خبر السعر المرتفع 4 دولارات للجالون الواحد من النفط هو ما يتصدر العناوين الرئيسية بالأخبار، لكن ما يمثل خطورة أكبر على المستقبل الأمريكي هو قلة مصادر المياه، حيث يواجه الغرب خطر مدة تسعة أعوام من الجفاف
ولطالما استثير التفاؤل الأمريكي حول موارده الطبيعية بالصدامات التي خلقت حالة من التحفظ، وذلك عندما نعود للماضي حيث أول رجل قام بالإبحار بنهر كولورادو جون وولسي باول.
ولقد جعل الإبداع الأمريكي عملية الزراعة على المقاييس الصناعية أمرا قابلا للتحقق بالسنوات الأولى من القرن العشرين، ولكن ذلك تحقق على حساب جعل أوكلاهوما منطقة تعج بالغبار المستمر. ولم يعد سد هوفر، وهو بمثابة الإعجوبة الأمريكية، قادرا الآن على إمداد المياه والري لكل من عملية الزراعة ومدينة لاس فيجاس الجديدة،
لقد هزم تفاؤل رونالد ريجان عام 1980 حملة جيمي كارتر الداعية لضبط النفس ولكن في الانتخابات الأخيرة لا يمكن لأي من المرشحين أن يتجاهل التحديات التي تواجه أمريكا وهي تدخل عصر الموارد المحدودة.

الحلقة الثانية
الحرب الأمريكية
لقد اعتاد العالم على الصورة النمطية لأمريكا كامبراطورية تقوم على الرجال شديدي البأس ورعاة البقر المسرورين باطلاق النيران والمدمنين على الاندفاع نحو القوة العسكرية. لكن أمريكا لا تنظر لنفسها على هذا النحو. يكشف لنا البروفيسور شاما بالحلقة الثانية ماهية الشعور الحقيقي للأمريكيين حيال مسألة خوضهم الحروب.
وقد اختلف اثنان من أهم المؤسسين للجمهورية وهما توماس جيفرسون وأليكساندر هاميلتون حيال موضوع ما إذا كان يتحتم على أمريكا أن تشكل جيشا رسميا محترفا. وهو انقسام لا يزال قائما وماثلا للعيان، ويلخصه البروفيسور شاما حين يقوم بزيارة للأكاديمية العسكرية الراقية في ويست بوينت. ومنذ أن اندلعت الحرب الأهلية الأمريكية وحتى واقعة استنكار الروائي مارك توين لمغامرة الرئيس تيدي روزفيلت الامبراطورية في الفلبين، فإن الحروب الأمريكية قد أثارت الكثير من المناظرات الجدلية والخلافات العميقة.
ولا مكان يعبر بوضوح عن ذلك أكثر من مدينة سان أنطونيو في ولاية تكساس، وهي مدينة لُقبت بالمدينة العسكرية نظرا لكثرة الجنود الذين لا يزالون على رأس الخدمة والمحاربين المخضرمين من مجموع تعداد سكانها. ويجد البروفيسور شاما هناك أن الحروب قد خلقت مشاعر منقسمة بدرجة عميقة جدا. وكما حدث بالماضي عبر الانتخابات التي جرت بالحرب العالمية الأولى، فلا يزال الجدل قائما حول ماهية القوى التي يتعين على أمريكا البحث العميق عنها واعادة اكتشاف ما تمثله أمريكا لنفسها من مباديء.

الحلقة الثالثة
شغف الدين الأمريكي
يستعرض البروفيسور سايمون شاما بالحلقة الثالثة كيفية تشكيل الإيمان الديني للحياة السياسية في أمريكا. وللمرة الأولى عبر جيل كامل يزعم الديمقراطيون أنهم حزب الرب. ففي الانتخابات الرئاسية الأخيرة كان من تحدث عن دينه هو باراك أوباما وليس جون ماكين.
لقد اعتبر البريطانيون لمدة طويلة أن الدين في أمريكا يمثل قوة محافظة، إلا أن البروفيسور شاما يكشف النقاب عن أن الإيمان الديني وعبر مجمل التاريخ الأمريكي قد ساعد على تشكيل أمريكا. وقد كان ذلك البحث عن الحرية الدينية هو ما جعل الآلاف يقومون بالرحلة الخطيرة نحو المستعمرات بسنين القرن السابع عشر.
وبعد أن ظفرت أمريكا باستقلالها، توجت الحرية الدينية عبر الدستور حيث جعلها هذا أول دولة بالعالم تقوم بهذا الإنجاز. وينظر شاما كذلك للدور الذي قامت به كنيسة السود وذلك بمسألة تحرير العبيد بالقرن التاسع عشر أولا، ومن ثم عبر حركة الحقوق المدنية بالستينات. وقد كانت هذه الكنيسة هي التي مثلت الإلهام لباراك أوباما وهو من يتعقب آثار جذور إلهامه السياسي وحتى يصل إلى جذوره الدينية.

الحلقة الرابعة
ما هو الأمريكي؟
يستعرض البروفيسور سايمون شاما بالحلقة الربعة والأخيرة الصراع المرير حول قضية الهجرة بالتاريخ الأمريكي. وقد أصبحت مسألة من يسمح له بدخول أمريكا ومن يصف نفسه بالأمريكي أحد أكثر قضايا الأمة إثارة للخلاف منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا.
ولقد كان المستوطنون الأوائل من المهاجرين، لكنهم نظروا لأمريكا على أنه بلد يعود أساسا للبيض من المذهب البروتستانتي. ويتطرق البروفيسور شاما للأحداث الرئيسية التي تحدّت هذه الرؤية، مثل ضم أجزاء من المكسيك عام 1848 مما جعل من مائة ألف من غير البيض مواطنين أمريكيين. وكذلك قضية طرد الصينيين بأواخر القرن التاسع عشر. وأيضا الهجرة الجماعية من شرق أوروبا إبان الحقبة الصناعية بالعشرينات من القرن الماضي.
ولقد تعرض أولئك الذين اصرّوا على بقاء أمريكا بيضاء إن أرادت أن تكون صادقة مع نفسها للهزيمة على يد القوة الساحقة للتاريخ. وقد قام الرئيس جون ف. كينيدي عام 1964 بتعريف أمريكا على أنها أمة من المهاجرين. وختاما، يعرض شاما الرأي القائل بأن انتخاب باراك أوباما يمثل الانتصار النهائي للرؤية التي تعبر عن أمريكا كبلد متعدد العرقيات.
مقال من إعداد عباس مشالي
مع احترامي وتقديري لما قام به البروفسيور “سايمون شاما” من تقديم تلك النظرة التاريخية عن أمريكا من خلال إلقاء الضوء وعن قرب على المجتمع الأمريكي في هذا العمل الوثائقي الرائع إلا انه توجد نظرة أخري وأكثر شمولية من واقع الأحداث التاريخية المواكبة للعصر الحديث على وجه الخصوص تتعارض بعض الشيء عن فكر البروفسيور “شاما” حيث انه قد ذكر: “إذا أردت أن تتعرف على حقيقة التطور لأي أمه يجب أن تتعرف على نشأة مجتمعها”
أما أنا فقد أضيف على ما قاله “يجب أن نتعرف على حقيقة المجتمع الأمريكي من بناء الأمة وأهدافها الخارجية”
ولذلك أتقدم إليكم بهذه المقدمة عن قصة أمريكا منذ نشأتها
ثم بعد ذلك نبدأ بلمحات من تاريخ أمريكا الاستعماري كمصدر لتبني للمشروع الصهيوني.
تاريخ الولايات المتحدة
يبدأ تاريخ الولايات المتحدة منذ عام 1783 بعد حرب الاستقلال، وقد خرجت هذه الثورة برقعة محدودة 13 ولاية وقوة بشرية لا تزيد على الأربعة ملايين، وكانت تلك النواة التي نمت بسرعة هائلة لتصبح أعظم قوة في العالم وأغناها في خلال 150 عاما، وما زالت تحتفظ بتفوقها وقوتها منذ أكثر من خمسين عاما.
صورة عن إعلان الاستقلال
انطلقت الولايات المتحدة من نواتها باتجاه المحيط الهادئ على حساب السكان الأصليين من الهنود الحمر، واشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 واستولت على فلوريدا من إسبانيا عام 1819 وضمت تكساس من المكسيك عام 1848 واستطاعت خلال فترة زمنية قصيرة أن تتحول من دولة صغيرة متشرنقة على سواحل المحيط الأطلسي إلى دولة قارة تسيطر على المحيطين الأطلسي والهادئ، وبدأت اتحادا كونفيدراليا قبل أن يتحول إلى فيدرالي، وربما يكون قطار هذا التصاعد إضافة إلى بساطة التركيب الجغرافي قد ساعد على قيام ونجاح هذه الدولة المتسعة، وهكذا فإن حدودها الحالية قد تشكلت واستقرت قبل أقل من 150 سنة.
قبل الاستعمار
عاش الهنود الأمريكيون في قارة أمريكا منذ سنة 8000 ق م، وكوّنوا ثقافات وشعوب عديدة، فلاحون أو صيادون حسب المكان. لكن تاريخهم الطويل لا يعتبر جزء من تاريخ الولايات المتحدة في معنى الكلمة، لأن حدود الولايات المتحدة لم تكن موجودة، ومؤسسوا ما نسميه الولايات المتحدة أتوا بعد ذلك من أوروبا.
زمن الاستعمار الأوربي
حدث في العام 1492 م حادثتان عظيمتان: سقوط غرناطة بأيدي مملكة اسبانيا، وما يسمى باكتشاف أمريكا، عندما وصل “كولومبس” إلى جزر بهاما. لم يكن أول إنسان يصل إلى أمريكا، ولا أول من وصل إليها عن طريق المحيط الأطلسي، فقد وصل “الفايكينغ” قبله إلى شاطئ كندا على الأقل. لكنه كان أول من أنشأ ارتباطات دائمة بين أمريكا والقارات الأخرى، فتبعه آلاف الأوربيين، جنود وتجار وأساقفة وأشخاص عاديين، حتى تغير شكل القارة كلها، وهزمت دولها العظمى (وساعدت الأمراض في ذلك، فلم يكن لسكان أمريكا أي مناعة ضد أمراض أوروبا العديدة.)
المستوطنون الجدد أقاموا مستوطنات في الجزء الشرقي من أمريكا الشماليّة ومن ضمنها مدن صغيرة مثل نيويورك، بوسطن، وفلادلفيا. أطلق على نيويورك في البداية اسم “نيو أمستردام” نسبة إلى سكانها الأوائل الّذين كانوا من أصلٍ هولندي. الكثير من المهاجرين وصلوا إلى الولايات المتحدة على أمل بداية حياة جديدة في العالم الجديد. ازداد عدد السكان واتسعت مناطق استيطانهم. وتطوّرت المدن الصغيرة لتصبح مدنا كبيرة ومزدهرة.
مستعمرة فيرجينيا
في القرن السادس عشر لم يستعمر أي من الدول الأوربية شمال أمريكا بشكل كبير، بل سافر إلى هناك صيادو السمك من أجل الصيد فقط وليس للسكن، إلا في فلوريدا، فقد أسس الأسبان بعض بروج فيها بعد عام 1513. وحاول البعض أن يؤسسوا مدن جديدة في شمال أمريكا، لكن أول من نجح كان الإنجليز في تأسيس مسكن على شاطئ ولاية فرجينيا الحالية عام 1607، وسميت “جيمزتاون”.
في أمريكا الجنوبية والوسطى، اكتشف الأسبان كميات ضخمة من الذهب، ولقد أنتشر الخبر في كل أوروبا. فمعظم مستعمري “جيمزتاون” توقعوا الشيء نفسه وأخذوا يبحثون عن الذهب طوال اليوم وتوقفوا عن أي عمل آخر. شهد العام 1607 مجاعة عظيمة حتى عند الهنود الأمريكيين، فهلك ثلثهم، وعاش الآخرون بسبب قيادة شخص يسمى “جون سميث”، أمرهم بالعمل الدائم وعاقب من لم يطعه، وحالف قبيلة الأمير الهندي الأمريكي “باوهاتان” فساعدوه في البحث عن المأكولات. وكان قوله المشهور: “من لا يعمل، لا يأكل!”
تاريخ عن ولاية فرجينيا، و نيو انجلاند وجزر سومر، من قبل الكابتن جون سميث
لم يجدوا الذهب، لكن عام 1612 وجدوا ما يشبهه! – زراعة التبغ. التبغ نبتة أمريكية أصلا، وكان الهنود الأمريكيون يدخنون منذ قرون. لكن التدخين انتشر في أوروبا بسرعة، وحقق المتاجرون به أرباحا كبيرة. لكن زراعة التبغ تحتاج إلى أيد عاملة كثيرة، وكان عدد المستعمرين قليل، فبدؤوا باستيراد العمال ومن ثم العبيد السود، مثل ما فعل الملازمين للبحر الكاريبي.
كانت الأرض واسعة في فرجينيا، وزراعة التبغ تحتاج إلى مساحة كبيرة، فابتعد المستعمرون عن بعضهم البعض، والواحد قد يسكن مع عبيده أو خدمه على بعد أميال من جاره. ولم يكن معظمهم يهتمون بالدين، فلهذه الأسباب لم يكن المجتمع مرتبط إلا قليلا. وفي المسكن الثاني في شمال أمريكا، وهي “نيو انجلاند”، كان العكس تماما.
مستعمرة “نيو انجلاند”
في القرن السادس عشر كانت هناك مشاكل كبيرة في إنجلترا بين المتشددين وباقي الفئات، فأراد المتشددون أن يغيروا قانون الدولة لمنع كل ما يخالف الدين، ويبعد الكاثوليك عن الحكومة. وكانوا أيضا ضد الملك، أولا لأنه لم يكن متشددا وثانيا لأنهم اعتبروا كل المؤمنين المسيحيين متساوين أمام الرب. وخسروا في نهاية الحرب الأهلية الإنجليزية، فقرر البعض أن يطبقوا قانونهم الديني في بلاد بعيدة، فذهبوا إلى أمريكا. أول من ذهب كانوا من طائفة “الحجاج” ، ووصلوا إلى ولاية “ماساتشوسيتس” عام 1620 وبنوا قرية “بليموث”. ولم تكفيهم المأكولات التي أخذوها معهم، لكن ساعدهم الهنود الأمريكيون (وخاصة الرجل المسمى “سكوانتو”)، فعاشوا، وفي الخريف وجدوا حصادهم كبيرا، فأقاموا عيدا مع الهنود الأمريكين ليشكروا الله على الحصاد، وكان هذا أصل العيد الأمريكي عيد الشكر Thanksgiving، معناه تقديم الشكر.
الثورة الأمريكية
طوال سنين كثيرة اعتبروا سكان أمريكا مواطنين بريطانيين واضطروا لدفع الضرائب لها. في عام 1773 تمرّد سكان أمريكا للمرّة الأولى. ورفض سكان مدينة بوسطن دفع الضرائب لبريطانيا مقابل استيراد الشاي. ومن أجل التعبير عن احتجاجهم رمى الأمريكيون صناديق الشاي الّتي وصلت على متن السفينة إلى مياه الميناء. ويطلق على هذا الحدث اسم “حفلة الشاي” في بوسطن. كانت حفلة الشاي في بوسطن بمثابة المرحلة الأولى في نضال المستوطنين في أمريكا من أجل الاستقلال. أرسلت بريطانيا جيشها من أجل قمع التمرّد، فأشعل ذلك فتيل حرب استقلال الولايات المتحدة.
الضرائب: حيث شكلت الضرائب المفروضة على المستعمرات سبباً مباشراً لاشتعال الثورة الأمريكية، إذ تمسكت الحكومة الإنجليزية بحقها في فرض الضرائب على مستعمراتها بهدف زيادة دخل الخزينة، وأهم هذه الضرائب ضريبة السكر، وضريبة الدمغة (الطوابع)، لأن الأمريكيين كانوا يرون أنهم غير ملزمين بدفع أية ضريبة لم يشاركوا في إقرارها عن طريق مجالسهم المنتخبة.









…. نكتفي بالنص دون تعليق!ولنلقي نظرة على الصور المرسومة والفوتوغرافية لكل من شغل منصب الرئيس للولايات المتحدة منذ تشأتها وحتى الأن




وبنجاحها في فرض مبدأ “منرو” ألحقت الولايات المتحدة دول أمريكا الجنوبية – كأطراف تابعة لها، فهيكلت اقتصادياتها لتلبية احتياجات اقتصاد الولايات المتحدة في تطوره وصول لمرحلة الاحتكارات والإمبريالية “بتحويلها إلى مورد للمواد الخام الزراعية ثم التعدينية بأيدي عاملة رخيصة، كسوق كبير لتصرف منتجاتها واستثماراتها والذي يقال عنة رأس مالها الفائض …” فاحتجزت بذلك التطور الذاتي المستقل لتلك الدول رغم تمتعها بكل المقومات الاقتصادية والثقافية المؤهلة لنهوضها والمشروطة باكتمال وعي وتنظيم ثوراتها القادرة على الانسلاخ من تبعيتها لأمريكا سياسيا واقتصاديا.
سياسة الباب المفتوح والأساليب الأخرى:


إفساد العالم وتشويه الروح والذهنية الإنسانية وتسويق أحط نماذج الحياة للبشر “وخاصة الفكر الاستعماري الطابع”:
ويجري ذلك اعتمادا على – وكنتيجة التالي:
وضع الشعوب في حالة شاملة من القهر العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي وفقدان الجماهير الكادحة للرؤية والثقة الضروريتين لمواجهة ممكنة لهذا الجبروت وهزيمة سياساته ومنطقة.
ربط مصائر ضحايا البطش والنهب الاستعماري بمصير صانعهما، فلا يقاومونها،
تكريس وإخفاء الاندماج المفضوح الذي فاحت رائحته الكريهة بين الدولة الأمريكية ومؤسستها العسكرية وبين أصحاب الشركات الاحتكارية ويبرر ميزانيات التسلح الباهظة كما يبرر أمام شعوب العالم قاطبة التوسع الاستعماري الجديد تحت مظلة “الحرب على الإرهاب”.
إيقاف المعمورة دائما على حافة هاوية التدمير الشامل في حرب عالمية نووية وجرثومية وكيماوية يقعد الدول الكبرى الأخرى عن تحديها ويكرس الشعور بالخوف والعجز لدى الشعوب المضطهدة.
اتخاذ التخلف الاقتصادي الاجتماعي الثقافي للبلاد التابعة أو الخاضعة للسيطرة الاستعمارية – الذي كان ولا يزال نتاجا وبصورة رئيسية، لهذه السيطرة – ذريعة لاستمرار إخضاعها والتدخل في شئونها الداخلية وفتح حدودها وسياساتها وثقافاتها أمام حركة العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية، بحجة عجزها عن الاعتماد على أو تطوير نفسها بعيداً عن توجهات وتوجيهات الدول الصناعية الكبرى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
إذن على العالم أن يفهم أن له مصلحة أكيدة من تشكيل وإعادة تشكيل القوة الأمريكية القادرة – وحدها – على إنقاذ البشرية.
من يحكم أمريكا ؟
وبعد أن ظهر أن “الإمبراطورية البريطانية لن تعود كما كانت في السابق … وأنه قد يتحتم على الولايات المتحدة أن تحل محلها”
وقد خرجت من الحرب العالمية الثانية وهي كذلك لتستخدم هذا في تنسيق نظاما على حساب شعوب العالم كضمان وحيد لاستمرار أسس النظام الرأسمالي العالمي الذي تلعب فيه الدور المحوري.
وأن تستند في تنسيق هذا النظام على سيطرة استثنائية في شموليتها لأصحاب الشركات الاحتكارية الأمريكية على السلطة الاجتماعية فهم المشكلون للقاعدة الاقتصادية الاجتماعية لرأس المال الأمريكي.
والحقيقة أن مؤسسات الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية قد نجحت – عبر قرن من الزمان ويزيد – في تجييش كتل ليست قليلة – فاعلة ومؤثرة – أكاديميين في الغالب – في أنحاء العالم ، سواء ممن ارتبطوا عضويا بمؤسساتها، أو دون ارتباط يذكر، عبر تلقينهم دين الدولة الأمريكية المدعوم بإعلام جبار.
ولذلك تحتل مهمة “صناعة العقول” أحد أهم أركان الأمن القومي لدى مؤسسات الحكم الأمريكية، لحجب الوجه العاري لإستراتيجيتها وسياساتها وممارساتها الكونية، وإفقاد شعوب العالم وقيادتها الفكرية والسياسية لمنهج المواجهة الصحيح لقضاياها وحملها على قبول الأمر الواقع – في الغالب – وطرق أخرى كثيرة أحيانا لمواجهة خطر الإمبريالية الأمريكية وإستراتيجيتها التوسعية على مستقبل العالم.
وهم اللوبي الصهيوني
نصيب منطقتنا العربية من عمليات تزييف الوعي تلك لم يقل عن نصيبها من عدوانية الإستراتيجية الأمريكية تجاهها .
فعلى الرغم من وضوح المخططات الأمريكية – وتحقيق تلك المخططات – للاستيلاء على ثروات المنطقة “خاصة البترول” منذ مطلع القرن العشرين، ودورها المعلن والثابت نحو إنشاء وتثبيت وتوسيع الكيان الإسرائيلي في قلب تلك المنطقة، وشن الحروب المدمرة – اعتماداً على إسرائيل أو بنفسها – ووقوفها بالمرصاد لكل محاولة ولو متواضعة لتعظيم ثرواتنا ومواردنا الوطنية والقومية، وتطويق وملاحقة حركة التحرر الوطني العربية والثورة الفلسطينية، وتكبيل المنطقة مبكرا بالقواعد العسكرية وفرض التبعية السياسية والاقتصادية عليها، ودعم بنية التخلف وإعادة إنتاجها،…
وحتى احتلال العراق وحلولها قوة إقليمية بنفسها في المنطقة – نقول على الرغم من كل ذلك فإن جبهة وطنية واسعة ووطيدة لمواجهة خطر التهديد الأمريكي لم تظهر للوجود أصلاً، ناهيك عن صحة رؤيتها وبرنامجها، حتى بعد أن أصبحت الإمبريالية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية العدو الرئيسي للشعوب العربية بعد وراثتها لمكانة الإمبريالية البريطانية والفرنسية.
أحد أهم وأخطر المفاهيم التي أقامت الحواجز الكثيفة طويلاً بين الحقيقة العارية للمخططات الأمريكية الاستعمارية في منطقتنا وبين فهم الشعوب العربية لهذه المخططات واستيعابها لها ، هو أن المؤسسات الصهيونية العالمية وجماعات الضغط “اللوبي” الصهيوني في الولايات المتحدة هي التي تشكل وتحدد – أساسا– السياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية وأن صانع القرار الأمريكي هو صانع ثانوي.
يخلص هذا المفهوم – وبالترجمة العامية له – إلى أن الولايات المتحدة – عبر تاريخ علاقاتها بالعرب – كانت ولا تزال دمية تحركها جماعات الضغط الصهيوني. لاشك أن سيادة هذا المفهوم في الرأي العام العربي هو – على أقل تقدير – أمر نافع لمؤسسات الحكم الأمريكية إذ يوفر لها “هامشا من البراءة المغلوبة على أمرها”.
ويلقى هذا المفهوم بتبعاته السياسية على تشويش الفكر السياسي العربي الوطني ليحرفه بعيدا عن طريق المواجهة مع أمريكا
هكذا نرى كيف أن حلفاء الإمبريالية الأمريكية داخل بلادنا العربية استخدموا هذا المفهوم الخطر– ولا زالوا – لتوفير بيئة سياسية مناسبة لتمرير مشروعات التبعية والاستسلام الكامل للعدو الأمريكي بعيدا عن رفض الشعوب وغضبها، كما استخدموه – ولا زالوا – ليوفر لهم آخر ورقة توت أمام شعوبهم
حلول الاستعمار الأمريكي محل بريطانيا وفرنسا في العالم العربي
أمريكا تدخل المنطقة وتحصد أكبر غنيمة في التاريخ
نعود ثانية لتتبع سريع لمسار تاريخ علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة العربية، كي نرصد الخط العام لحقيقة العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية في إطارها . فالتاريخ دائما يفض سكينة ونوم أعدائه، وفيه لشعوبنا بوصلة هادية للطريق.
دخلت المنطقة في دائرة اهتمام الولايات المتحدة الشديد، منذ بدايات القرن العشرين، مع ظهور مؤشرات تمتع منطقة الخليج بمخزون هائل من البترول. تزامن ذلك مع ما أظهرته خبرة الحرب العالمية الأولى من خطر اعتماد الولايات المتحدة ودول الغرب الصناعي على احتياطيات البترول الأمريكي لتلبية الاحتياجات المتزايدة عليه، وضرورة الحصول “السيطرة” على مصادر خارجية.
على صعيد آخر أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أن قيادة المنظومة الرأسمالية العالمية تتوقف إلى حد كبير على من يفرض سيطرته على مصادر إنتاج البترول الخارجية.
وكما شكلت قناة السويس في مصر حالة نزاع طويل بين أقطاب الاستعمار القديم لفرض السيطرة عليها وتأمينها، شكل البترول العربي حالة مماثلة لكن في ظروف تطور جديد للرأسمالية العالمية كان أهم قسماته نمو مضطرد للرأسمالية الاحتكارية الأمريكية أمام تراجع تدريجي لقوى الرأسمالية الاحتكارية الممثلة بدول الاستعمار القديم “بريطانيا وفرنسا” الأمر الذي سهل على الولايات المتحدة قيامها في بادئ الأمر بمزاحمة بريطانيا في استغلال موارد البترول العربي ، ثم تقاسمها، ثم هيمنتها شبه الكاملة عليها.
وقد نجحت الولايات المتحدة إذن في الوثوب إلى المنطقة العربية منذ بدايات القرن العشرين انطلاقا من منطقة الخليج العربي البترولية عبر إزاحة بريطانيا برفق أولاً ثم بغلظة.
وحسبما جاء في كلمات وزارة الخارجية الأمريكية اعتبرت المملكة السعودية ” المصدر الهائل للقوة الإستراتيجية وأحد أعظم الجوائز المادية في التاريخ العالمي”، فجعلت تلك المنطقة – منطقة الخليج العربي – من أهم مناطق نفوذها في العالم وقاعدة تغلغلها في بقية أجزاء الوطن العربي بعد ذلك.
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 600×401 .
بدأت الولايات المتحدة في الحصول على موطئ قدم في منطقة الخليج العربي منذ عام1900 عن طريق إرسال بعثات تبشيرية حددت نشاطها في الأمور الثقافية والتعليمية والطبية كمصدر رئيسي للمعلومات عن المنطقة وكوسيلة للاتصالات بآلاف العامة من الناس. وقد قام هؤلاء المبشرون بتمهيد الأجواء لرجال أعمال الزيت.
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 600×397 .
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 600×396 .
الأهم من ذلك في إعلان المبادئ “لويلسن” وما خص الشعوب المستعمرة منها في تأكيد حق تقرير المصير” بحيث ل تصبح تلك الشعوب تباع وتشتري على موائد السياسة شأنها في ذلك شأن السلع سواء بسواء” ، وما مثلته من ركيزة سياسية لطمأنة تلك الشعوب – ومنها الشعوب العربية – لسياسات الولايات المتحدة عالميا وقبولها لها بل والترحيب بها كنصير قوي لحقهم في الاستقلال. ولأنه ليس لها أطماع سياسية مثل دول الاستعمار القديم !!
اغتصاب فلسطين بوابة الحلول الاستعماري الأمريكي في المنطقة
بات ملحا على السياسة الأمريكية – بعد تحقيق وثوبها إلى منطقة الخليج العربي – أن تعمل على حماية وتأمين مصالحها في البترول، من المنافسة الاستعمارية الضارية عليه من جانب والأهم من شعوب المنطقة العربية
عرض التصريح قبل أن يعلن على الرئيس الأمريكي “ويلسون” الذي أقره، ثم قررت دول الحلفاء الرئيسية – الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا – أن تعهد لبريطانيا بالانتداب على فلسطين وأن تكون حكومة الانتداب مسئولة عن وضع تصريح “بلفور” موضع التنفيذ، كما أعتمد الكونجرس تصريح بلفور بقرار مشترك في 20 يونيو 1922، ثم أعيد تأكيد ذلك في ديسمبر 1924 بمقتضى الوفاق الأمريكي البريطاني بشأن النتداب على فلسطين.
الحقيقة أن زعماء المشروع الصهيوني عندما وجدوا في الولايات المتحدة قائدا قادما بقوة لرأس المال الدولي المهيمن على حساب بريطانيا التي أيقنوا زوال شمس إمبراطوريتها، وعندما وجدوا تبني رأس المال الأمريكي ممثلا في دولته – في إطار سعيه لقيادة الرأسمالية العالمية – لمشروعهم الذي سترتكز عليه إستراتيجيته في المنطقة العربية، نقلوا نشاطهم السياسي إلى الولايات المتحدة .
وعلى ذلك نستطيع القول بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد تولت أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية – الدور الأساسي في اغتصاب فلسطين
الثابت والمتغير في السياسة الأمريكية :
منذ اغتصاب فلسطين، واصلت الولايات المتحدة، بوتائر أعلى، قيادة الإمبريالية العالمية في تحمل عبء النفقات الهائلة لتعزيز الكيان الصهيوني.
الثابت : استمرار وتشديد السيطرة الاستعمارية الأمريكية وضمان أمن إسرائيل كمحور أساسي في نظام هذه السيطرة وأداة أساسية من أدواتها من خلل تثبيتها وتقديم كل أنواع الدعم التي تضمن تفوقها على سائر الدول العربية مجتمعة…. لماذا؟
ما بعد هزيمة يونيو 1967 وشعار إزالة آثار العدوان
يتضح تماما مما سبق أن السبب الرئيسي لحرب يونيو 1967 هو سعي أمريكا لإخضاع مصر وسوريا وغيرهما من الدول العربية التي تنهج نهجا تحرريا وطنيا لمشيئتها، وأن إسرائيل شنت هذه الحرب تحديدا نيابة عن أمريكا وتحقيقا لهدافها المباشرة. ومن هول الهزيمة التي فاقت أسوأ التوقيعات احتجبت هذه الحقيقة التي كانت واضحة تماما قبل الحرب خلف المكتسبات المباشرة وغير المباشرة الهائلة التي جنتها إسرائيل من هزيمتنا.
بعد الهزيمة أيضا لعبت الولايات المتحدة الدور الرئيسي والحاسم لمنع مجلس المن الدولي من اعتبار الحرب عدوانا إسرائيليا علي الدول العربية وإنما نزاعا عربيا إسرائيليا. فحالت دون صدور قرار يدين العدوان أو يدعو إلي الانسحاب غير الشروط للقوات المعتدية، بل أصدرت أمريكا بيانا يحمل مصر مسئولية الحرب، وأجبرت مجلس الأمن علي إصدار قراره الشهير 242 الذي كافأ المعتدي علي عدوانه.
أن العلقة بين المخططات الأمريكية الاستعمارية في العالم العربي وبين المشروع الصهيوني هي علاقة ارتباط وثيقة ومباشرة ، ويخضع الثاني للأولي . ولكل مرحلة من مراحل التوسع الاستعماري الأمريكي المرحلة التي تناسبها من مراحل تطور المشروع الصهيوني. ويلتقي الاثنان حول هدف استراتيجي دائم ما بقيت الإمبريالية، هو أن وجود دولة قوية صهيونية تجمع اكبر عدد من يهود العالم الذين أعمت الصهيونية بصيرتهم علي أرض فلسطين، هو الضمان والملاذ الأخير لحماية المصالح الاستعمارية عندما تعجز الجيوش الأمريكية أو غيرهما من جيوش الاستعمار العالمي عن البقاء في المنطقة.
الانتفاضة الفلسطينية تواجه نهج كامب ديفيد وآثار حرب الخليج 1991
ترك خروج مصر من قوي المواجهة العربية لإسرائيل آثاره السلبية العميقة والسريعة علي الدول العربية كافة. ففضلاً عن الغزو الإسرائيلي للجنوب اللبناني وحصار بيروت 1982 دون أن تحرك أي من هذه الدول ساكنا، تقاطعت مواقف جبهة ” الصمود والتصدي” مع موافق حلف كامب ديفيد في إزكاء نيران الحرب العراقية الإيرانية التي حرضت أمريكا علي إشعالها. وقبل حرب الخليج 1991 كانت المقاطعة العربية للسلطة المصرية وجبهة الصمود والتصدي قد انتهتا. وسرعان ما تشجع المؤيدون في سريرتهم لكامب ديفيد وحسم المترددون ترددهم وقبلوا الأسس الأمريكية الإلزامية لتسوية قضية الراضي العربية المحتلة في يونيو 1967. وساقت أمريكا ، في ظلل الهزيمة العربية التي مثلها تدمير أمريكا للعراق وفرض الحصار عليه وحشودها العسكرية الهائلة في المنطقة الدول العربية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلي مؤتمر مدريد 1991. أسفر المؤتمر والأسس التي اعتمدها عن عقد اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل 1994 لكي تؤدي الدولة الأردنية دورا سافرا في خدمة التحالف الأمريكي الصهيوني وتطبيع العلاقات العربية مع العدو الإسرائيلي والدفع في اتجاه عزل الثورة الفلسطينية وتصفيتها، كما أسفر عن عقد اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في نهاية 1993.
احتلال العراق، إسرائيل في الأسباب والنتائج
أن كان دعم إسرائيل وخلق أوضاع سياسية وعسكرية جديدة في المشرق العربي أكثر مواتاة لإسرائيل في عدوانها علي الحقوق العربية أحد السباب الأساسية لاحتلال العراق، فإنها ستكون أيضا أحد المستفيدين الأساسيين بل المستفيد الأساسي، بعد أمريكا، ما لم تقل بنفس قدر استفادة أمريكا من تحول الأخيرة إلي قوة إقليمية تحكم حكما مباشرا أكبر دول المشرق العربي وتنشر قواعدها العسكرية في معظم دولة.
فعلي مستوي الترتيبات الأمريكية – المعلنة للمنطقة استنادا لاحتلالها العراق فإن إسرائيل محور أساسي فيها جميعا.
-إخضاع سوريا ولبنان إخضاعا تاما للسيطرة السياسية والعسكرية والاقتصادية الأمريكية باعتبارهما دولتين من دول المنطقة التي قررت أمريكا احتكار السيطرة عليها.
– إجبار الدول العربية كافة علي تغيير جوانب محددة في مناهج التعليم والخطاب الديني لتخليصهما من المفاهيم المعادية للاستعمار الجديد وإسرائيل والصهيونية .
-السيطرة الاقتصادية الأمريكية الشاملة علي العالم العربي والتي يجسدها، بعد السيطرة علي البترول العربي ونهبه، إقامة منطقة حرة أمريكية شرق أوسطية تضم إسرائيل و22 دولة من دول المنطقة وتعطي لإسرائيل دورا محوريا كشريك لأمريكا في السيطرة الاقتصادية علي البلد العربية.
– تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعراق المحتل، وحضور الحاكم الأمريكي للعراق منتدى دافوس في الأردن هو تأكيد وإعلان بذلك، هذا فضلا عن استكمال تطبيع علاقات دول الخليج وغيرها من الدول العربية بإسرائيل.
– حمل سوريا ولبنان علي الإذعان للأطماع الإسرائيلية في الأرض السورية واللبنانية بقبول تسويات تضم أجزاء منها لإسرائيل وتنزع سلاح أجزاء أخرى تحقيقا للحدود الآمنة لإسرائيل وفقا لمفهوم الأمن الخارجي.
ليس في هذا التبني الأمريكي لإسرائيل الذي يملا قلوب الشعوب العربية غضبا علي أمريكا وكراهية لها أي سفه في التفكير أو السلوك السياسي للإدارات الأمريكية من منظور مصالحها العليا ، أي مصالح الرأسمالية الاحتكارية الاستعمارية الأمريكية.
ولأن المستعمرين الأمريكيين يعرفون أيضا أن احتلالهم الدائم للعراق أو غيره من الدول العربية هو إلي زوال طال الزمن أم قصر ، وأن مصالحهم ستحميها في نهاية الأمر القوة الإقليمية المرتبطة بهم التابعة والمنتجة لهم وهي إسرائيل ، فإنهم لن يتوانوا عن العمل مستفيدين من احتلال العراق والترتيبات التي يجرونها في المنطقة استنادا للقوة العسكرية علي تمكين الكيان الصهيوني من التوسع في أراضي الدول العربية المجاورة له، مرورا بتصفية المقاومة الفلسطينية واستمرار الهجرة اليهودية المنظمة إلي فلسطين وتهجير الفلسطينيين إلي العراق أو إلي الأردن قبل احتياجها هي وغيرها من الراضي في دول الطرق العربية. قد تبدو هذه المخططات الإسرائيلية والميول والآمال الأمريكية عسيرة أو بعيدة المنال.
لكن ما الذي يجعلها كذلك بعيدة المنال غير مقاومة الشعوب العربية المظفرة؟
الخلاصــة
إن الحقيقة التي يجب أن لا ينساها أو يتناساها أحد من أبناء شعوبنا العربية، أن بلادنا بأسرها ستظل كما هي عليه الآن مطمعا للاستعمار الأمريكي ولقمة سائغة له ولأداته إسرائيل، ما لم تلحق شعوبنا الهزيمة الحاسمة بالاحتلال الأمريكي والإسرائيلي أو السيطرة العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية على بعض البلاد العربية وبعلاقات التبعية السياسة والعسكرية والاقتصادية الاستعمارية للولايات المتحدة التي فرضت من قبل والتي يراد فرض المزيد منها اليوم على باقي هذه الدول. وإلحاق الهزيمة الحاسمة بالعدوين الأمريكي والإسرائيلي أمر ممكن ولا بديل عنه إلا العبودية الدائمة للاستعمار والصهيونية.
****************************************
المصادرللمراجعة
الولايات المتحدة وما بعد النضوج (الجزيرة)
الجزء الاوّل المواطنون الأصليون والمواطنون الأوائل من أوروبا أمواج سنونيت
د/ محمد دويدار – الصهيونية تلتهم العرب – كتاب سطور – 2000
سفير د. حسين شريف – الولايات المتحدة من الاستقلال والعزلة إلى سيادة العالم الجزء الأول – الهيئة المصرية العامة للكتاب – ص 2
. عيداروس القصير – الشتراكية في السياسة والتاريخ – مطابع العاصمة بالقاهرة – ص 158 (159 –
سفير د. حسين شريف – الوليات المتحدة ………. – الجزء الول بداية العلقات مع الصين : ص 8 إلى ص 23
نعوم تشومسكي – حقوق الإنسان والسياسة الخارجية الأمريكية – ترجمة عمر الأيوبي – مؤسسة الأبحاث العربية – ص 28، 29
جزء من دفاع الإمبرياليين الأمريكيين عن إجراء احتلال “الفلبين وغيرها من آسيا سفير د. حسين شريف – الوليات المتحدة …. – الجزء الأول – ص 223
نعوم تشومسكي – حقوق النسان ……….. – ص 2
مقال أمريكا والعرب – كمال خلف الطويل – الوطن العربي في السياسة الأمريكية – مركز دراسات الوحدة العربية – سلسلة كتب المستقبل العربي ( 22)
الدولة الثيوقراطية هي الدولة الدينية والتي تزعم إنها تطبق أحكام الله (42)
د. محمد النيرب – العلاقات الأمريكية السعودية – مكتبة مدبولي – ص 82 – 97
نعوم تشومسكي – حقوق الإنسان و …….. ص 31
د. عاصم أحمد الدسوقي – الولايات المتحدة وفلسطين من التقسيم إلى إقامة إسرائيل – مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية – الهرام – ص (80)
د. عاصم الدسوقي – وقائع العلاقات الأمريكية – المصرية 1952 – 190 دراسة غير منشورة
مجلة نيوزويك الأمريكية – الطبعة العربية – عدد 1/4/2003م
اللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية – 7/8/2003م
(2000). في 2007-12-20.
States—Legal Background and Analysis of Legislation in the 110th Congress. ILW.COM (Congressional Research Service). في 2007-06-19.
ادامز جي كيو، وبيرلي ستروزر – ادامس (2001). التعامل مع التنوع. شيكاغو : كيندال / هانت. ISBN 0-7872-8145-
الاتحاد الاوروبي يمتلك اقتصاد مجمع أكبر، لكنه ليس أمة واحدة.
دال جوناثان آر(2003)”دبلوماسية الثورة، إلى عام 1783″، صفحة 352، الفصل الثاني. الثورة الأميركية، طبعة جاك بي غرين وجيه آر بول. مايدن ماساتشوستس : بلاكويل، ص. 352-361. 9
ويلسون، كينيث جي)1993دليل كولومبيا حول الانجليزية الأمريكية الموحدة. نيويورك : مطبعة جامعة كولومبيا، ص. 27-28.
(October 1896). في 2007-06-21.
راسل ديفيد لي (2005). الثورة الأميركية في مستعمراتها الجنوبية. جيفرسون، نورث كارولاينا، ولندن : ماكفرلاند، ص. 12.
روبن بلاكبيرن (عام 1998). صناعة عالم جديد من العبودية : من الباروك إلى الحديث، 1492-1800. لندن ونيويورك : فيرسو، ص.460.
مايكل موريسون (1999).العبودية والغرب الاميركي : كسوف قدرنا المحتوم وبداية الحرب الأهلية. كنيسة هيل : مطبعة جامعة كارولينا الشمالية الصحفية ص.13-21.
مارشال دي روسا (1997).سياسات الحل : البحث عن هوية وطنية، والحرب الأهلية الأمريكية. أديسون نيوجيرسي : المعاملات، ص.266.
اريك فونر، وجون جاراتي (1991). رفيق القارئ لتاريخ الولايات المتحدة. نيويورك : هاوتون مافلن ص.576.
جيروم ماكدوفي وغاري بيجرم وستيفن وودوورث (2005). استعراض تاريخ الولايات المتحدة. بيسكاتواي نيوجيرسي : بحوث والتعليم والرابطة، ص.418.
بول كيندي (1989). صعود وسقوط القوى العظمى. نيويورك : محصول العنب، ص.358.
(2005″السياسات العامة : عدم المساواة الاقتصادية والفقر : الولايات المتحدة من منظور مقارن”. العلوم الاجتماعية الفصلية 86، 955-983.
كينوورثي(1999).”عمل سياسات الرعاية الاجتماعية للحد من الفقر؟ تقييم وطني “القوى الاشتراكية 77 (3)، و1119-1139. برادلي وهوبر ومولر نيلسن، وستيفنز (2003). “محددات الفقر النسبي في الديمقراطيات الرأسمالية المتقدمة” 68 استعراض لعلم الاجتماع الأمريكي (1)، 22-51.
أور دي (تشرين الثاني / نوفمبر وكانون الأول / ديسمبر، 2004). “الضمان الاجتماعي لم ينكسر : فلماذا التسرع لإصلاحه؟” ستور وفاسوديفان). 2007.القضايا الاقتصادية الراهنة. بوسطن : مكتب الشؤون الاقتصادية.
بارتلز)2008.الديمقراطية غير المتكافئة : الاقتصاد السياسي للعصر الجديد. برينستون (نيوجيرسي : مطبعة جامعة برينستون.
تومسون، وليم، وجوزف هيكي (2005). التركيز حول المجتمع. بوسطن : بيرسون.
فيورينا، وموريس، وبول. وبيترسون (2000). الديمقراطية الأميركية الجديدة. لندن : لوجمان ص.97.
هولواي وجوزيف)2005الأفريقية في الثقافة الاميركية، الطبعة الثانية. بلومينغتون : مطبعة جامعة إنديانا، ص. 18-38. جونسون، السرخس)(1999).التحدث بثقافة : تنوع اللغات قي الولايات المتحدة. ثاوزاند أوكس بولاية كاليفورنيا، لندن، ونيو دلهي : سيج ص. 116.
ويليامز، براين، ستايسي جيم سوير، وكارل والستروم (2005). الزواج، والأسر والعلاقات الحميمة. بوسطن : بيرسون.
بيدل، وجوليان (2001). ماذا كان ساخنا! : خمسة عقود من ثقافة البوب في امريكا. نيويورك : قلعة ،ص. 9
براون ميلتون دبليو (1988 1963). قصة عرض مخزن الأسلحة نيويورك : آبفيل
سميث، اندرو (2004)موسوعة أوكسفورد للاغذية والمشروبات في أمريكا. نيويورك : مطبعة جامعة أوكسفورد، ص. 131-32. هارف لافينشتاين (2003). ثورة المائدة : تحول نظام الغذاء الاميركي. بيركلي ولوس انجليس ولندن : مطبعة جامعة كاليفورنيا، ص. 154-55.Population Finder: United States. U.S. Census Bureau United States. International Monetary Fund. في 2009-04-22. HDI of the US The United Nations. Retrieved 10 July 2009. America”، BBC News، 2008-04-22. محقق في 2008-05-18. Cartographer Put ‘America’ on the Map 500 years Ago. USA Today. (2007-04-24). في 2008-11-30. The Charters of Freedom. National Archives. في 2007-06-20. British Convicts Shipped to American Colonies. American Historical Review 2. Smithsonian Institution, National Museum of Natural History 1860 Census. U.S. Census Bureau. في 2007-06-10. صفحة 7 تدرج قوائم إجمالية لعدد العبيد والبالغ 3.953.760.
