روائع يابانية معاصرة(3): أمي وأنا، وأحيانا أبي، وذكريات برج طوكيو Tokyo Tower: Mom and Me, and Sometimes Dad

أعود لكم أيها الأحباب بعد انقطاع لنكمل معا جوانب من هذه السلسلة التي كنت قد ابتدأتها عن أبرز الأعمال السينمائية اليابانية بالسنوات الأخيرة. وسنتحدث اليوم عن رائعة شفافة عطرة تستغل الصدق والعفوية جسرا نحو معنى سرمدي خالد يمثل لنا طوق النجاة يوم لا منجاة لنا إلا ما كسبت إيدينا وحين تثقل موازيننا ونفوز فوزا عظيما أو تخف الموازين فكان الخسران والهلاك. وهذا الطوق هو قلب الأم الرحوم والبر بها إلى آخر رمق بالحياة.
وقبل تقديم عملنا اليوم اسمحوا لي بالبداية بعرض ما قدمناه سابقا
بسلسلة روائع يابانية معاصرة حسب الترتيب

وهي كالتالي:

1234567891011


————————-

واسمحوا لي قبل التطرق لفيلم اليوم أن أتبحر معكم بهذا المحيط الذي لا مرسى له ولا ميناء. إنه فيض فيّاض من الأحاسيس الصادقة والعميقة. إنه قلب الأم النابض بالغريزة الكونية المدهشة. ومليء بيم هائل من أمواج الارتباط الغامض مع فلذات أكبادها. وكأن المرء يشعر أن الحبل السري الذي يمد الجنين الساكن بأحشاء هذه الأم لم ينقطع حتى بعد ولادته واستقلاله جسدا لكن الحبل الغريزي يبقى موصولا لا ينقطع. فيا سبحان الله ولا إله إلا هو، له حكمة سبحانه بكل ما يصنع حتى لو كانت ظاهرة غير محسوسة أو لا ترى بالعين المجردة كظاهرة قلب الأم. فما هو ردك أيها الابن والابنة على هذا الأمر الإلهي؟ هل سيكون بِرّك الشديد لهذه المخلوقة السامية مقتربا من محيطات ما يشعر به قلبها نحوك؟ هيهات وثم هيهات! إنها تمنحك دون انتظار لرد، وهي تناديك دون جواب، ستشقى لشقائك دون أن تعلم أنت. وتحزن لحزنك وأنت بعيد لاهيٌ عنها. وقد تموت كمدا لفراقك وأنت مغرور بلهثك وراء الحياة. ستكون من الخاسرين لا محالة بهذه الدنيا إن لم تحاول البر بها ومجاراة عطفها ولن تلحق بمقدار ضئيل مما تكن لك. فطوبى للذين نالوا رضاها قبل أن يلفها غطاء الثرى.

———————————

أهدي هذه القصيدة لأمي الغالية أطال الله بعمرها
وإلى كل أم معطاء بهذه الأرض

وأهديها كذلك لأرواح الأمهات الشهيدات بكارثة حريق الكويت
تقبلهن الله بمنازل الشهداء والصديقين بإذنه تعالى

—————————–

 
نورُكِ الوضّاحُ أمسى بالفـلاةْ ** ساريٌ منذُ عصورٍ غابـراتْ
لكِ حُـسْنى حين جُـدتِ بـالحياةْ ** ومنحتِ روحكِ قبل المَمات
قـلبكِ شـوقُـه يَـدمي بالسُباتْ ** على أفـلاذٍ تـسـلّـوا بـالـشتـات
جـرّهـم جَريُ الوحـوشِ والعَناة ** وذََرَوا دمـعًا مليئا بالشَـقاةْ
أمُّـنا حـضـنك أدعـى للـرَّجـاة ** مـوطِـنا للابـنِ طـودا للنجاة
طُوبَى لكَ مِن فَخْرِ الكائنات ** إن رَضَت عنكَ كُبْرى السّيدات
تَـجـري بَـعـدَ قَـدَمـيـها الخـالِـدات ** جـنّـةٌ تـاقَ لها خيرُ التُّقَاة
وخَـسِرتَ عُـمْـرَكَ والآخِـرات ** إن عَقـقْتَ بها تلقى النائبات
أمـي دامَت لي عِـيـونٌ طـائعـات ** دَرّكِ لله خـيـرُ الساجِدات
أمـي نورُك غَطّى سَمَاء المُعجِزات ** كَوْنًا أَبْلَجْتِهِ كُلّ الحَياة

Tôkyô tawâ:
Okan to boku to, tokidoki, oton

Tokyo Tower:
Mom and Me, and Sometimes Dad

برج طوكيو:
أمـي وأنـا وأحيـانـا أبـي

مشاهدة للفيلم

حاز فيلم “برج طوكيو: أمي وأنا وأحيانا أبي” على جائزة مهرجان أكاديمية السينما اليابانية الرئيسية كأفضل فيلم وجائزة أفضل إخراج للمخرج (جوجي ماتسوكا) وجائزتي أفضل ممثل مساعد وممثلة مساعدة. والفيلم مقتبس عن رواية ذاتية للكاتب الروائي والرسام والمصوروالمصمم الياباني (ليلي فرانكي). ويتم تصوير هذه القصة الصادقة التي يصف لنا كاتبها علاقته المدهشة مع أمه التي اعتبرها دائما بأنها تمثل له شيئا عجيبا، لم يمتلك سوى أن يخضع لسلسبيل عطائها وتدفق حبها له كابن. فمهما فعل ومهما أساء هذا الابن يقف أمام جبل هائل من سمو عواطف أم لا تقبل القسمة ولا النقصان. فياله من ابن ويا لها من أم. فيلم يتمتع بالحس الصادق والشفاف قلما نرى له مثيلا بالسينما العالمية.

بطل الفيلم (تاكاكو ماتسو)

2101tokyo02

أول مرة يقود الابن أمه

تجسيد لقلق الأم الدائم على ابنها

الالتئام يتمثل تحت برج طوكيو

مواصفات نسخ الفيلم:

اسم النسخة: Tokyo.Tower.Mom.And.Me.And.Sometimes.Dad.2007.PROP ER.DVDRip.XviD-WRD
اسم النسخة: Tokyo.Tower.2007.DVDRip.XviD-SUPERiER
عدد الاسطوانات: اثنان
معدل الإطارات: 23.976
مدة الفيلم: ساعتان و22 دقيقة

رابط الترجمة

أرجو عدم نقل الترجمة لأي موقع أو محرك بحث أو سيرفر آخر.

تقبلوا مني جزيل التحية

فيصل كريم

2 responses to “روائع يابانية معاصرة(3): أمي وأنا، وأحيانا أبي، وذكريات برج طوكيو Tokyo Tower: Mom and Me, and Sometimes Dad

  1. أولا الله يعطيك العافية على الترجمة الرائعة للفلم وشكرا لك👏🏻😄
    لقد استمتعت بكل دقيقة من الفلم، مشاعر الأم في كل مرحلة من حياة ابنها ابكتني، لا توجد لحظه احسست فيها بالملل، منذ فتره طويلة لم اشاهد فلم ياباني كهذا، لا اعرف ماذا اقول لأشكرك على ترجمته، شكرا لك مرة أخرى .

    Liked by 1 person

اترك رداً على Maha Alamri إلغاء الرد