أقدم لكم مشاهداتي وانطباعاتي عن فيلم
Joyeux Noel
أو عيد الميلاد لمخرجه كريستيان كاريون
وقد حاز الفيلم على عدة جوائز أبرزها ترشيحه لأوسكار أفضل أجنبي لعام 2006 وترشح كذلك لجائزة السعفة الذهبية وفوزه بجائزة مهرجان بلد الوليد الاسباني 2005 بوستر الفيلم كريستيان كاريونمخرج االعمل والفيلم أعتقد أنه يحتوي على ثراء فكري كبير. فموضوع الحروب التي تثيرها الفكرة الدينية المنحرفة هو بالفعل ما عانته أوروبا وقضت على نهضتها الحدييثة. فقد رأينا كيف يفكر كبار الرهبان المنساقين لما يشتهيه الأباطرة والملوك في أوروبا إلى درجة أنهم يحثون على قتل أطفال الألمان ونساؤهم حتى يقتلعونهم من الجذور. فكانت النتيجة انهاك الجيوش بحرب الخنادق التي اخترعها الألمان بالحرب الأولى ثم التدمير الكامل لأورووبا بالحرب العالمية الثانية بسبب تعاظم قوة السلاح ونزعة التطرف القومي والشوفينية. ولولا مشروع مارشال لما قامت لأوروبا قائمة بعد هذا. والفيلم ينتقد بشكل مأساوي خوض الحروب التي تعاكس الطبيعة والفطرة الانسانية التي تسعى دائما للاستقرار والسكينة والسلام. ويحدث هذا الأمر حين تأتي ليالي عيد الميلاد وتهفو النفوس نحو ما ينسيها مما يكدرها فلا يجدون سوى الموسيقى التي يتبادل بها الأطراف المتحاربة النغمات والترانيم التي تنساب داخل الأعماق البشرية المتألمة من الأهوال والكوارث،وقد أبدع مؤلف الموسيقى الأصلية فييليب رومبي في تأليف مثل هذه الموسيقى الشجيية وزاد من هذا الابداع تألق المطربان ناتالي دوساي
التي قامت بتمثيل صوتها ديان كروجر (Troy – National Treasure) ورولاندو فيلازون (أو فيازون بالاسبانية) الذي قام بتمثيل أدائه بينو فورمان (Ring Of Nibelungs) اللذان أدخلانا في عالم من الموسيقى الخلابة الساحرة التي أسكتت حتى المدافع والرشاشات وأبعدت رائحة الموت والقتل. وإن كانت هذه الحادثة قد حصلت بالفعل فإنه حقا تعبر عن أن الحقيقة أغرب من الخيال دائما. لقد أعجبني شخصيا دور دانييل بروهل الذي قام بدور القائد الألماني المجبر ععلى تنفيذ الأوامر. دانييل بروهل بدور القائد الألماني هورستماير حيث تدرج بشخصيته بشكل منطقي ومقنع من الصرامة والحزم في البدء ثم تتضح معالم شخصيته شيئا فشيئا فنفاجأ بأن حفلة عيد الميلاد لا تعني له شيئا بحكم أنه يهودي، ثم يتطور الأمر به إلى أن يبلغ الأعداء بموعد القصف عليهم حتى يتجنبوه ويستضيفهم في مخبئه في مشهد نادر الحدوث. وهذا الممثل بالذات متوقع له أن يصبح من أفضل نجووم أوروبا الواعدين وقد حاز بالفعل على العديد من الجوائز الأوروبية عن أفلامه سلفادور و وداعا لينين.
تجدر الاشارة إلى أن الفيلم تمت ترجمته من قبل الأخ M.H.Z من قبل وهنا رابطه
فيلم رائع فعلا وإلى جانب أنه من أفلام الدراما والحرب فهو فيلم موسيقي بالدرجة الأولى وتقبلوا تحياتي فيصل كريم