أفكار من “تلمود العم سام” لتفسير الموقف الأمريكي من معركة طوفان الأقصى – بقلم فيصل كريم الظفيري

إذا ظللت تدور وتلف السبع لفات، مؤملا نفسك بفهم الموقف الأمريكي المتعنت في حرب #غزة فلن تفلح، وسوف تتوه السبع توهات.
لكن كتابا مثل “تلمود العم سام” لمنير العكش… يسهل لك الطريق الوعرة، ويسرد لك الجذور التاريخية للأسس التي بُنيت عليها الولايات المتحدة.
العجيب في هذا الكتاب أنه مرجعي، أي أنه قائم على مراجع علمية وتاريخية أمريكية وغربية معتبرة ومثبتة تجدها في نهاية كل فصل، إلى حد أن المؤلف أغاظني بمعلومة عن رجل يُدعى “جورج بوش”، وهو ليس بوش الذي “حررنا” في ربيع عام 1991، ولا ابنه بوش صاحب حفلة زار نيويورك 11/9، بل راهب قديم، ربما عاش في الثلاثينيات (ولعله من أجدادهما)، كتب كتابين أحدهما ألقى فيه كل ما بجعبته من حقد مسموم على الرسول ﷺ (وهذا سلوك مألوف “للزنابير” اقتداءً بسيدهم مارتن لوثر “كبير المهرطقين” بحسب كنيسة الفاتيكان)، وآخر بعنوان The Valley of Vision: the Dry Bones of Israel Revived (وادي الرؤيا: إحياء عظام إسرائيل الجدباء). فتشككتُ بالمعلومة، وأخذت أنبش وراءها، لعلي أفضح تحامل العكش، فإذا بالكتاب الثاني يظهر لي، ومع تصفحي له، تجلت مصداقية بحث المؤلف. والشيء بالشيء يذكر، يقصد جورج بوش (الجد) بإسرائيل أمرين:

  • أولا، أن أمريكا ينبغي أن تحل مؤقتا محل أرض الميعاد (أو إسرائيل الرب) إلى أن تقوم إسرائيل الموعودة لشعبها المختار.
  • ثانيا، أن “إسرائيل” المقصودة (أرض شعب الله المختار) ليست فقط في فلسطين، كما يتمنى اليـ هود، بل تتجاوزها إلى كل الأراضي التي وطأها إبراهيم عليه السلام؛ أي كل من: العراق والحجاز والشام كلها، وصولا إلى مصر.
    (ولا أخفي سرا حين أعرب عن دهشتي من عدم تحقيق بوش الأب لرؤية جده، إذ أدخل ما لا يقل عن مليون جندي أمريكي (معظمهم زنبوري) في قلب جزيرة العرب، لكن الله ستر يومها… فلعله قال إن جده مهووس زنبوري… لكن ليس كل مرة تسلم الجرّة، بدليل ابنه الذي صرّح على رؤوس الأشهاد أن الرب قد كلمه (فهو موسى العصر، كما يصفه العكش) وأذن له بالتعجيل ليوم القيامة الأمريكي (وأصدق القارئ القول إنني لم أفهم عنوان المخرج فرانسيس فورد كوبولا Apocalypse Now سوى الآن!!) عبر ذبح ما يستطيع من أمم الأرض غير الزنبورية.)
    ثم أنني تأملت حالنا بكثرة المهووسين بقرب ظهور المهدي، واستعجالهم خروجه من تحت الأرض، فوجدت أنها أفضل بكثير من حال أناس استعجلوا القيامة، وأنها واقعة اليوم بلا ريب وليس غدا، منذ عام 1588، ويعيشون على هذه الحال منذ ذلك العصر وحتى يومنا هذا، وإلى يوم يبعثون، وغاب عن بال الزنابرة الجدد الحكمة الإنكليزية Be careful of what you wish for.
  • على أنك أيها القارئ الفطن تدرك أن ثمة بونا شاسعا بين من يستعجل القيامة في أحلامه وأوهامه فقط، وبين من يؤمن مهووسا بذلك، وهو يحمل أسلحة قادرة على تدمير العالم وغلافه الجوي، كما أكد أوبنهايمر (مصمم القنبلة الذرية).
    صدمتك ستكون قوية حين تقرأ أن إسحق نيوتن (صاحب قانون الجاذبية) من رواد هذا الفكر الزنبوري العبراني!

أضف تعليق