عن تقديس الحكام وعدم تقبل نقدهم

 

لا أعلم لماذا يتضايق الناس من نقد حكامهم، سواء أحياء أو أموات. فإذا نحّينا جانبا المخبرين والدبابيس ومباحث السلطة (لأن هذه مهمتهم، وقد حجزوا بالفعل تذاكرهم لأبواب جهنم حسب نص القرآن والأحاديث النبوية، ما لم يتوبوا ويصلحوا) نجد أناسا يتطوعون من تلقاء أنفسهم ذودا عن هؤلاء الحكام. وأمر هؤلاء محير فعلا، لكن هذا له علاقة ربما بعلم النفس وكيفية السيطرة على عقول الجماهير كما يقول غوستاف لوبون في كتابه الشهير (سيكولوجية الجماهير).
ومما لا شك فيه، يصنف القادة والرؤساء والحكام ومن دونهم كرؤساء الحكومات والوزراء وكذلك أصحاب المناصب القيادية، يُصنفون كشخصيات عامة لا بد أن تتعرض للنقد والجَرح لأنها تتولى مسؤولية عامة وعرضة للمحاسبة المستمرة. وربما يتصاعد النقد والاستياء ليصل لمستوى النقد اللاذع (بلا شتم أو قذف أو سب) وكل من يصل لهذه المناصب العليا عليه أن يتوقع مثل هذا الشيء.
أما انعدام النقد (ونقصد الهادف منه دائما) يعني تلقائيا أننا نمارس التقديس ومنح العصمة لأشخاص لم ولن يصلوا لمستوى مستحقيها، ألا وهم الأنبياء والرسل فقط. وما من أمة ارتقت إلا ومارست حرية النقد البنّاء سعيًا لخير مجتمعاتها ومنعًا لجمودها وتصلب شرايينها الذي سيأتي به حتما الاستبداد والطغيان الناتج من تقديس من في السلطة، وهي قطعا “الكسروية” و”القيصرية” التي جاء الإسلام لمكافحتها.
دعوا حكامكم يتحملون مسؤولية قراراتهم -لاسيما المصيرية منها- وتخففوا من عبء الانبراء دفاعا عن ما لا يمكن الدفاع عنه.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s