
النظام الطبقي الهندي البراهمي يقسم المجتمع إلى خمس طبقات هرمية:
1- البراهمية: الكهّان ورجال الدين وطلاب علم هذا الدين
2- كشاتريا: الملوك والمحاربين
3- فايشيا: التجّار وملاّك الأراضي
4- سودرا: العامة والفلاحين والخدم
5- المنبوذين: الفقراء والمعدمين والشحاذين، إلخ.
فهم يعتقدون أن الإله براهما خلق من وجهه طبقة رجال الدين، ومن ذراعيه المحاربين والملوك، ومن فخذيه التجار والملاّك، ومن قدميه العامة والخدم.
والمثير للاهتمام أن كل طبقة من هذه الطبقات يتوراثها أعضائها بين بعضهم بعضا، لا يسمح أن ينتقل فرد من هذه الطبقة إلى تلك أو يرتقي لها. أي أن المحارب يظل محاربا ويورث أبناءه هذه المكانة، والخادم يبقى خادما ويورث أبناءه هذه المكانة، ولا يرتقي أحدهما لمكانة الآخر أو العكس.
وهذا الوضع العام له دين وقانون مقدس يحميه ويحصنه من أي تمرد أو انشقاق.
ولعل أحدنا يفكر أنه نظام يسهل تفنيده وتجريحه فكريا ومبدئيا، فأرد عليه أن البراهمية في العصر العباسي طالبوا بعقد مناظرة بينهم والمسلمين حتى يثبتوا قوة عقيدتهم. وتقول الرواية أن ملك الهند أرسل لهارون الرشيد رسالة بذلك فإن غلبهم مندوب الخليفة وأثبت بطلان عقيدتهم وأن الإسلام هو الدين المرسل من الله فتعهد بالدخول إلى الإسلام هو وبلاده. فأرسل الرشيد كبير قضاة بغداد (وكان من أهل الحديث) فحدثت المناظرة وفشل فيها القاضي المسلم في إثبات شيء ولم يقنع أحدا بشيء.
الشاهد أن هذه الطبقية تعتمد على التوريث في رياسة ذلك المذهب، وعليك يا أخي أن تتأمل في من يسعى إلى التوريث في المذاهب الإسلامية، حيث حتما إلى وضع شبيه بالطبقية البراهمية وتدير الإسلام من الداخل وجعله دينا كهنوتيا كارثيا.