مدينة ‫#‏نيويورك‬ التي يعتقد الناس أنها من أفضل وأجمل مدن العالم، كانت أخطر مدينة في أمريكا، ولا يأمن أهلها على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم. وهذا لم يكن بالماضي البعيد كما رأينا في فيلم “عصابات نيويورك” بل قريبا جدا، أي منذ بداية السبعينات وحتى بداية التسعينات. وقد أدى انقطاع الكهرباء الكلي ليوم واحد في سنة 1977 إلى وقوع جرائم وانتهاكات متتالية لعدة شهور لاحقة حيث انهار فيها الأمن انهيارا شبه تام، وتفشى السلب والنهب على مرأى ومسمع من ضباط الشرطة الذين اضطرت إدارتهم إلى تسريح 50 ألف موظف فتقلصت قواتهم إلى 30 بالمئة بسبب الركود الاقتصادي والمشاكل الضريبية. وقد نُهب 1600 محل ومتجر وبخسائر تقدر بـ300 مليون دولار خلال أيام معدودة. وبالإضافة إلى ذلك، أدى انقطاع الكهرباء إلى اشتعال حرائق متعمدة كبيرة قدرت بألف حريق أبلغ عنها في المدينة. ووصلت معدلات جرائم القتل إلى ذروتها سنة 1990 بنسبة تزيد عن ألفي جريمة بالسنة، حيث ترك السفاح الملقب “ابن سام” ديفيد بيركوفيتز إرثا من الرعب عندما قتل لوحده ستة أشخاص وأصاب سبعة آخرين سنة 1977. أما الدعارة فحدث ولا حرج، فقد أصبحت على عينك يا تاجر، وكانت من العلنية والتنظيم بحيث أن امرأة اشتهرت باسم “سيدة المايفلاور” (سيدني باروز) قامت بافتتاح “خدمة المرافقات بخدمة الزبائن” Escort service فلما شعر الناس أنها ليست سوى خدمة دعارة وقوادة واضحة رفعت عليها دعاوى دعارة وخرجت منها بالتماس كمذنبة مع عدم سجنها والاكتفاء بخمسة آلاف دولار غرامة. و”المايفلاور” التي تفتخر بها هذه الـ(…) يقصد بها اسم السفينة التي أقلت المستعمرين الأوائل لأمريكا سنة 1620 حيث تزعم أنها سليلتهم (لا تعليق)! أما المخدرات بكافة أنواعها فلا داعي للحديث فهي مزدهرة حتى اليوم بالرغم من احتوائها نسبيا. ومن هنا، ظهرت مجموعة من الأفلام السينمائية التي تعرض هذا الواقع الكئيب لمدينة نيويورك ومن أهمها الفيلم الشهير Death Wish سنة 1974 للنجم تشارلز برونسون وTaxi Driver 1976 للمخرج سكورسيزي (ومن الطرائف أن هذا الفيلم كاد أن يصبح سببا في جريمة أخرى أخطر ألا وهي محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان سنة 1981 لأن الفاعل أراد شد انتباه بطلة الفيلم الحسناء جودي فوستر باغتيال الرئيس كما في سيناريو الفيلم بالضبط) وEscape From New York سنة 1981. وسأشاهد اليوم بحول الله ما الذي سيقدمه فيلم A Most Violent Year في هذا المحتوى وكيفية عرضه لهذه الحقبة الغريبة والمثيرة للاهتمام.
للأطلاع على هذه الفترة من تاريخ نيويورك، يرجى قراءة هذا التقرير المصور في جريدة (بيزنيس إنسايدر) مصدر المعلومات