هل يتصالح الشعب مع جزاره وسافك دمائه؟

هل نكره كعرب شرفاء أن يتصالح ‫#‏السوريون‬ وينقذون بلادهم من الدمار والخراب؟ طبعا لا، ومخبول ومعتوه من يكره ذلك. لكن كيف يطمئن السوريون لنظام مجرم كان هو السبب الرئيس والتعيس لكل هذا التدمير والفوضى والقتل والخراب؟ والعجيب كل العجب أن كل ما يتباكى عليه النظام يحدث لاحقا قبل أن يحدث: قال ‫#‏النظام‬ بأول أيام الحراك الجماهيري المعارض أن هناك مجموعات مسلحة، وكان الحراك سلميا ويخلو من المظاهر المسلحة (أرجو ألا يأتيني أحدهم قائلا بأن مسدسا أطلق هنا أو رشاشا أطلق هناك فهذا يعني أنهم مجموعات مسلحة)، ثم قال النظام أن العصابات التكفيرية و ‫#‏القاعدة‬ موجودة منذ بداية الحراك، وثبت بطلان هذا فهؤلاء لم يأتوا إلا بعد 10 شهور على الأقل من بدء الحراك. ثم ومنذ بداية الحراك ادعى النظام أنها “مؤامرة كونية ضد ‫#‏سورية‬ ” (ونسي كيفية تفسير ربط هذه المؤامرة الغربية مع تحرك القاعدة ضد النظام) وثبت قطعا بطلان هذا الزعم فـ ‫#‏أمريكا‬ لا تريد سقوط نظام ‫#‏بشار‬ لأنها لا تريد المجازفة بمواجهة نظام جديد لا تعرفه ولا تعرف كيف سيتعامل مع ‫#‏الكيان_الصهيوني‬ البغيض. فالنظام يعرف مسبقا أين ستكون الخطوة القادمة دائما، ليس لأنه يتصف بالحكمة مثلا، بل لمعرفته بسوءته وحقيقته الإجرامية الكامنة فيه، وهو يعلم أن إجرامه سيؤدي إلى حرق المراحل قطعا، فعندما يغتصب النساء والأطفال ويذبح الناس ويتلذذ بذلك كالسفاحين، فمن المؤكد أن كل عربي ومسلم شريف لن يرضى بهذا الوضع المخزي والمعيب على جبين كل مسلم، وهذا ما جلب القاعدة وغير القاعدة من الجماعات الجهادية.
أما الآن وقد ظهرت المصالحات في بعض المناطق في ‫#‏حمص‬ و ‫#‏ريف_دمشق‬ ، فلا بأس إن كانت المصالحة مبنية على قواعد سليمة وصحيحة وقبل النظام سلطة الشعب ‫#‏السوري‬ على بلده. لكن كل هذا معرض للضياع في مهب الريح، فهذه المصالحات أقرب للاستسلامات لأنها تتضمن تسليم السلاح الثقيل الذي بأيدي المعارضة إلى حوزة النظام، وهذا كمن يسلم لحيته إلى قاتل أبيه، وهذا تفريط بمن ذهبت دماؤهم وأعراضهم وأموالهم في سبيل الحرية والكرامة في ‫#‏سوريا‬ .
من المعلوم أن الشعب السوري يشعر بالإحباط لدخول كثير من الجماعات الإجرامية وعصابات قطاع الطرق كجماعة ‫#‏داعش‬ وغيرهم الذين اجتهدوا بإفساد ‫#‏الثورة‬ السورية وتحويلها عن مسارها والافتئات على السوريين في عقر دارهم، وهذا أدى إلى ما كنا نخشاه من تردي الأوضاع واستفادة النظام السوري من هذا لإطالة مدة بقائه على كرسي ‫#‏السلطة‬ . لكن لماذا قامت الثورة وحراكها الجماهيري من الأصل؟ هل قامت بتحريض من تلك الجماعات الجهادية؟ بالتأكيد أن الشعب السوري هو من تحرك هذا الحراك والانتفاضة الكبرى ضد نظام انخلع من كل ما يمت للشرف والحرية والضمير الإنساني بعد أن نفذ مخزون صبره الهائل (أي الشعب) من إجرام النظام الذي لا يخفى على كل من لديه ضمير نقي وفطرة إنسانية سليمة ناهيك عن تقوى الله تعالى وخشيته من موالاة كل من يريق قطرة دم واحدة لمسلم (وما يوم الحساب ببعيد). ولا شيء أسهل من أن يعود المجاهدين أدراجهم ويتركوا السوريين وشأنهم، وأعتقد جازما أن السوريين لا ينقصهم المقاتلون، ولم يلحوا على قدوم الجهاديين لحمايتهم، بل طالبوا بالسلاح النوعي للدفاع عن أنفسهم من النظام الذي طغى واستكبر وتجبر.
من يريد أقامة الهدنة رحمة بالناس وتحسينا لأحوالهم فلا بأس بهذا، لكن سلاحك هو شرفك أيها المقاتل من أجل الحرية، ومن يسلم سلاحه كمن يفرط في شرفه، لاسيما عند انعدام وجود الدولة. فسوريا، مع هذا النظام، بلا دولة.

أيها الناس، اسمعوا وعوا وارعووا: الثورات المضادة تكاد تطبق على الشعوب التي انتفضت ضد جلاديها، ومن لم ينتفض تعرض لقمع أكثر من ذي قبل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s