خطيئة الحسابات: لا نعارض داعش لكي نؤيد الأنظمة!

ربما يعتقد البعض، من خلال ما أشرنا إليه في جوانب الخلل الخطيرة التي تكتنف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أننا نؤيد ما تقوم به الأنظمة العربية من محاصرة الجهاديين في سوريا والعراق. مخطئ من يعتقد ذلك، ولا فكر له. فعندما ننقد الحركات الجهادية فإننا نقصد تصويب مسارها وتصحيح سلوكياتها حسب الوارد في كتاب الله وسنة رسوله، وليس أن نكون بوقا للأنظمة ونردد ما تقوله في آلاتها الإعلامية الكاذبة. ونقمتنا على ‫#‏داعش‬ لم تكن إلا بسبب تخريبها للحراك الثوري ضد النظام السوري الذي انخلع بكل جنون من كل ما يتصل بالحق والشرف والصدق. ولو أن تنظيم داعش بقي في ‫#‏العراق‬ وعالج أوضاعه وأخطاءه التي جعلت أهل السنة في العراق ينفرون منه فنشأت الصحوات التي كانت السبب الرئيس بنجاح العميل ‫#‏المالكي‬ واستمراره بالسلطة حتى الآن بالرغم من خسارته الانتخابات، لكان ذلك أسلم وأجدى له من جهة وللثوار في سوريا من الجهة الأخرى. لكنه حب الرياسة والتسلط على رقاب الناس بلا شرعية أو سلطان والعياذ بالله. وها هو الآن المالكي يتشدق بإعلامه بهزيمته لداعش وعودة الصحوات من جديد. الطريف في الأمر أن تنظيم داعش كانوا كالرجل الأحول، فزعموا أن بعض الثوار في ‫#‏سوريا‬ ممن لا يسير على هواهم صحوات وهم ليسوا كذلك أو لم يثبت عليهم ذلك حتى الآن، وتركوا منبع الصحوات الفعلي وراء ظهورهم في #العراق. (طيب إذا فيكم خير كنتوا قضيتوا على الصحوات في الرمادي وغرب العراق أولا ثم جئتم لسوريا لتكملة جميلكم بالقضاء على صحواتها). لكن لا، هم أيقنوا أنهم أفلسوا في العراق من التسلط وملّوا من الاختباء في السراديب، فوجدوا بعد وقوع الفوضى -المسؤول الأول عنها النظام السوري المجرم قاتل الأطفال والنساء بالبراميل المتفجرة- فرصة سانحة لهم بتكوين سلطة فعلية رغم أنوف الناس، وبالتغلغل بين صفوف المجاهدين المخلصين لكي ينسجوا خيوط بيتهم العنكبوتي الوهمي، مستغلين بذلك الخلل العقائدي عند معظم الشباب المخلص الذين يعتقدون أن المسألة هي حرب بين السنة والنصيرية وأنه بقتلهم إياهم انتقاما تنتهي المسألة وهو النصر المؤزر. وهذا سفه وسذاجة وسطحية مهلكة بالتفكير. فالمسألة تحتاج لتأسيسات واقعية وتأصيلات شرعية وإدراكات عصرية لمعالجة كل القضايا المتراكمة الخطيرة التي نعاني منها في الشام وكل بلاد العرب والمسلمين، ويستحيل على “حدثاء أسنان وسفهاء أحلام” كما وصفهم رسول الله عليه الصلاة والسلام، أن يدركوا ويطبقوا كل هذه المتطلبات ليقيموا دولة قائمة على حكم الله وشرعه، لا على غرار “دولتهم” التي افتأتوا فيها حتى على أصحابهم في الجهاد. وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل من ظلم وافترى الكذب.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s