إذا صدقت النسب التي وضعها معهد غالوب الدولي WIN-Gallup International حول أعداد الملحدين في #السعودية ضمن الإحصائيات لدول العالم الأخرى، فإنها ببساطة تشكل طامة كبيرة. فالإحصائية تذكر أن نسبة الملحدين في المملكة تبلغ 6 في المائة في سنة 2012، وعندما نقيس تعداد السكان في السعودية حسب إحصاء عام 2012 التي بلغت 29 مليون نسمة تقريبا، ونطبق النسبة المذكورة أعلاه، فإننا سنقف أمام رقم مخيف ومهول لا يقل عن 450 ألف ملحد في البلاد التي تذكر أنها تطبق الشريعة الإسلامية. وهذه النسبة كما تذكر ديباجة الإحصائية تعد أكبر نسبة من بين جميع البلدان الإسلامية قاطبة التي لم تجاوز حاجز الخمسة في المائة سابقا. وبالتالي نحن نواجه، إذا صدقت نسب الإحصائية، وضعا خطيرا للغاية قد يستفحل خطره إذا أهملنا معالجته وتصحيحه. فهو أمر يضرب صلب العقيدة الإسلامية وأهم مرتكزاتها على الإطلاق وهو الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى وأنه هو الخالق والمدبر والمتحكم والقدوس. ولعل هذا الانحراف العقدي الخطير في قلب جزيرة العرب التي خرج منها الإسلام ونبع يقدم لنا دلالات واضحة أن شريعة الله التي ارتضاها للبشرية ليست كلاما عاما مجردا وهلاميا غير ملموس أو مجرد دروس وعظية مرسلة وغير عملية وتطبيقية (وهو ما حدث في هذه البلاد بعد مخاضات طويلة أدت إلى وضعنا الحالي) بل واقع محسوس ترى رأي العين وتتجسد بتطبيقات عصرية للشريعة السمحاء بناء على أحكام القرآن الإلهية والسنة النبوية. وأقسم بالله، لو أنهم 30 ألف أو 20 ألف أو 10 آلاف ملحد لقلنا إنها مصيبة عظيمة، أما أن يزيد عدد الملحدين في عقر دار الإسلام فنحن في خطر داهم ومحيط بالدين، لولا أننا على ثقة بالله سبحانه لحفظه لدينه وتسخير السنن الكونية خدمة لذلك.