أموال التبرعات الخليجية في الهواء الطلق

أريد أن اسأل حكومات دول الخليج سؤالا بسيطا: أين ذهبت أموال التبرعات التي تجاوزت عشرات الملايين والتي أقاموا لها حفلات تلفزيونية مباشرة المخصصة لمساعدة الشعب السوري في أزمته؟ إن التقارير التي تتناقلها وكالات الأنباء والصحف أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك أزمة إنسانية متفاقمة بالمخيمات المتهالكة وغير الملائمة التي بنتها الحكومة الأردنية للاجئين السوريين الفارين بأرواحهم وأعراضهم من جحيم النظام السوري الفاجر والغادر. ولا ألتمس هنا العذر لحكومة الأردن ولكنه الواقع المرير اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا في الأردن، رغم التقصير الواضح تجاه هؤلاء اللاجئين. ولعل أزمة مخيم الرويشد عام 1990، التي تسبب بها نظام صدام حسين البائد، خير مؤشر على عدم قدرة أي حكومة أردنية على التعامل مع الأزمات الإنسانية الطارئة والقادمة من الخارج (إن لم يكن عدم رغبتها بذلك). فوضع اللاجئين في الأردن يذكرنا بالمقولة الشعبية “جيتك يا عبد المعين تعيني، لقيتك يا عبد المعين تتعان”، ولا تعليق أكثر من ذلك. أما جماعتنا في الخليج، فنود الاستفهام عن الوجهة التي ذهبت لها أموال التبرعات المزعومة! فكل التقارير تشير إلى أن الوضع السيء يزداد سوءا في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، ما يعني أن الناس هناك لم يصلهم من هذه الأموال الضخمة إلا سماع أخبارها فقط. فهل غيرت الرياح اتجاه سفن هذه الأموال بعد المسرحيات الشكسبيرية في بدء انطلاقتها؟

من لا يؤمن بنظرية المؤامرة عليه أن يرى “المؤامرة الكونية” التي يتعرض لها الشعب السوري الذي وقع بشراك “الخديعة الكبرى” بنسختها الثانية، مع الاعتذار من النظام السوري المجرم لاستعارة مصطلحه المفضل.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s