أحييكم أيها الأخوة والأخوات الكرام، وأعود بكم اليوم مجددا لسلسلة لنوعية أفلام كنا قد بدأناها معا ونستكملها عبر هذه الرائعة الجديدة.
وقبل تقديم عملنا اليوم اسمحوا لي بالبداية بعرض ما قدمناه سابقا
بسلسلة روائع يابانية معاصرة حسب الترتيب
وأقصد بهذه التسمية “روائع يابانية معاصرة” أنها بخلاف السينما النمطية التي تعلق بأذهان الكثيرين كأفلام الساموراي والياكوزا والخيال والسحر، لها طابع العصر الحديث بالإضافة لكونها أعمال تعتبر من الانتاجات المميزة والتي تصنف فنيا بمستويات عالية عموما.
الشـريـر
والشرير هو أحدث أعمال المخرج الشاب المتميز الذي يعيش باليابان سانج-إل لي. وجنسية هذا المخرج لها قصة طويلة وإشكالية حيث أن من الواضح أن اسمه ليس يابانيا بل كوري. فهو ينتمي لمجموعة سكانية باليابان تدعى “زاينيتشي” وهم الكوريين الذي اضطروا أو أجبروا على العيش بذلك البلد بدأ من الاحتلال الامبراطوري الياباني لشبه الجزيرة الكورية وحتى ما بعد اندلاع الحرب الكورية عام 1950 ما بين الشطرين الشمالي والجنوبي. فهذا المخرج ينتمي للجيل الثالث أو الرابع من فئة كوريي اليابان، وهو بكل تأكيد ياباني المولد إلا إنه كوري الهوى، وهذه حكاية أخرى قد تخرجنا عن مسار موضوعنا.
وقد حصل سانج-إل لي على عدد من الجوائز والترشيحات لهذا العمل كان من أبرزها ترشحه لجوائز أفضل فيلم وأفضل إخراج وفوزه (أي الفيلم) بجائزة ممثل (ساتوشي تسومبوكي) وأفضل ممثلة (إيري فوكاتسو) وأفضل ممثل مساعد (أكيرا إيموتو) وذلك بمهرجان السينما اليابانية لهذا الموسم. وكان المخرج سانج-إل لي قد حصل على جائزة أفضل مخرج وأفضل فيلم عام 2006 بفيلمه الكوميدي المفاجيء فتيات هاواي. بالإضافة إلى تلقي فيلمه الآخر “سماء الخردة” لثناء نقدي مميز وجوائز سينمائية متخصصة. وبالتالي، فنحن أمام مخرج مميز قادر على إيصال أفكار عميقة ومثيرة للتأمل والإعجاب.
أما عن العمل ذاته، فهو يقدم صورة متعددة الأبعاد لفكرة “الشرير” وليس كحالة فردية يشار لها بسهولة. بمعنى أن الشرير هنا قد لا يكون بالضرورة فردا بعينه، بل يتجاوز ذلك -حسب ما يطرحه العمل- إلى مفاهيم أشمل وأوسع. فهل الشرير هو المجرم؟ أم الأسرة التي ترعرع بها ليخرج شخصا سيئا قابلا للانحراف؟ أم المجتمع الذي خلق ظروف الإجرام؟ أم السلطة التي لا تعمل على وأد منابع الشعور بالظلم والتهميش والفقر والمعاناة والتي ستؤدي لا محالة إلى الانحراف أو الانفجار إذا ما وصلت لنقطة معينة؟ قد يكون عامل من هذه العوامل، أو جميعها مجتمعة معا. المهم أن فكرة العمل لا تعرض الحالة -وإن عملت ذلك ستكون فكرة فاشلة حتما- بل تناقش أسبابها وتحلل خلفياتها بأسلوب واقعي وفني مثير للتفكير.
لفتة طيبة
كثيرا عندما أترجم الأفلام اليابانية يظهر لي هذا الممثل المخضرم. إنه أكيرا إيموتو. ومن النادر أن تجد من يتحدث عنه لأنه ليس من النجوم الذين يتسابق الجميع لتلقف أخباره وأفلامه. لكنه من نوعية الممثلين الذين يتركون انطباعات مؤثرة لدى المشاهد. فهو يذكرنا بنوعيات ممثلين مميزين مثل زكي رستم وحسين رياض وعمر الحريري وغيرهم الكثير ممن يتذكرهم الناس بشكل ودود حتى لو أدوا أدوارا شريرة. وبهذا العمل ينجح أكيرا إيموتو بإظهار قدراته وخبراته التمثيلية المميزة، فأدى دور الأب المكلوم باقتدار ودون أن يستدر عطف المشاهد، حيث ظهر كمن يستقبل المصيبة بصمت وصبر رغم عظم مصابه الذي يخفيه ولا يتكلف به. سنقدم له أيضا بمشيئة الله فيلما آخر تألق به كثيرا وهو الفيلم المثير للجدل Lakeside Murder Case
الشرير: الحقيقة والخيال
وما أود مناقشته هنا هو فكرة “الشرير” وكيفية ظهورها وما هي العوامل التي تجسد تفاقم حالتها. وتعريفات الشر تختلف من ثقافة إلى ثقافة ومن دين إلى دين إلا أن هناك قاسما مشتركا لجميع البشر يتفقون عليه وهي أن يقدم شخص على إلحاق ضرر مادي أو معنوي بشخص آخر. وهذا الضرر قد يصل لحد الخطيئة الكبرى وهي القتل وإزهاق الروح. ونحن بهذا المقياس سيتوفر لدينا “أشرار” كثر والحمد لله. فهناك من يقتل شخصين أو عشرة أو خمسين فهو سفاح. لكن ماذا نطلق على من يبيد شعبا كاملا فقط لأنه يريد التعبير عن نفسه وتقرير مصيره ونيل حريته وكرامته؟ إنه بلا شك شرير مطلق ووصل لحدود لا تقاس من الشرور. وما علينا سوى النظر لسوريا وحاكمها الحالي الذي يعتبر بحق نموذجا يستحق الدراسة النفسية. فمن المعروف عنه أنه طبيب عيون ومن الشخصيات الوديعة والمهذبة واللبقة. فكيف انقلب به الحال ليكون وحشا كاسرا لا يهمه قتل الأطفال ولا سحل الرجال ولا تقتيل النساء؟ وكيف يقدم ونحن نعيش بالعقد الثاني من القرن الواحد والعشرين على تحريك الدبابات والطائرات والآلات الثقيلة -ليس على جيش الصهاينة- بل على شعبه الأعزل لمجرد مطالبتهم بالحرية كغيرهم من الشعوب العربية الأخرى؟ هل هذه عقلية تنم عن إنسان توجد بداخله نزعات خير وتبعده عن فكرة “الشرير” المطلق؟ إن الشرير المطلق لا يظهر هكذا فجأة، فالدكتور بشار الأسد -كغيره من البشر- ليس شريرا بلا دافع جعله يظهر هكذا كصورة نمطية أزلية بغيضة لتجسيد الشر، بل هو ولد بالفطرة التي تزرع ضمير الإنسان. لكن الدوافع والغرائز أحيانا تبعد الإنسان عن فطرته وضميره ونفسه اللوامة. وكلما ابتعد عن إيجابية فطرته كلما توغل بالشر وأمعن به. ليصبح أمامنا شريرا مطلقا بلا ضمير أو فطرة.
استرعي انتباه المشاهدين إلى أن الفيلم للكبار فقط
نسخة الفيلم
Villain.2010.DVDRip.AC3.x264-LooKMaNe
رابط للتورنت
وتقبلوا مني أطيب تحية
فيصل كريم
صُدمت من اللقطات الاباحية في الفيلم ، لا يجدر بك الترويج له أخي الفاضل حتى وإن تابعته .. فاقتراف الذنب أهون عند الله من الدلالة عليه ، فالأول معصية قاصرة على الفرد لا تتعداه ، والثاني معصية متعدية ..
تحياتي لك ..
إعجابإعجاب
انا لما حضرته ما توقعت كمية المشاهد بس بعيدا عن المشاهد عنجد يتسحق كل الجوائز والبطل عنجد مبدع
إعجابإعجاب