بسم الله الرحمن الرحيم
“سلام عليكِ يا سورية سلاما لا لقاء بعده”
هكذا قالها هرقل الروم عندما تلقى نبأ الهزيمة بعد فتح جيش المسلمين للشام بعد معركة اليرموك التي لا زالت تدرس بالأكاديميات العسكرية الحديثة. وقد أثبت التاريخ أن الشام لا يسقط، وإن سقطت الدول وتغيرت الأيام.
والشام لن يسقط، بل نهض لكي يتخلص ممن أراد له الركوع والذل. وسينتصر الشام لا ريب على أعدائه الذين يريدون به الشر، سواء كانوا أعداء الأمة من الخارج، أو ممن يبغون التركيع لشعبه. وهم بهذا واهمون.
وقد شدا بهذه المعاني السامية الشاعر والأديب الأستاذ محمد نجيب بلحاج حسين بقصيدته “لن تسقط الشام”، وتجرأتُ بعد إذنه بترجمة هذه القصيدة للغة الإنجليزية ترجمة متواضعة لن ترنو بالطبع لفصاحة الشاعر وبيان قصيدته. أقدم القصيدة لحضراتكم هنا، ثم الترجمة بعد ذلك.
لن تسقُطَ الشّآمُ
لن تسقُطَ الشّآمُ ، لكن ، يسقطُ البقرُ
تنهارُ أحلامُ مَن بالشّآم يتّجِرُ
مَن يصنعُ الرّعبَ في أنحائها قذِرٌ
ومن يُجاريه في طغيانهِ قذِرُ
ما أصبح البعثُ إلا وكرَ فاجرةٍ
يرتاده الفسقُ ، تَلهو حوله الزّمرُ
لن تسقطَ الشآمُ ، لكن لا حياة بها
للظّلم ، للقمع ، للإرهاب ينتشرُ
الشّآم تبقى بإذن الله شامخةً
لكنّ من خان لن يبقى له أثرُ
هل يعشق الشآم من يُلقي بها حمما
من آلة الموت كالبركان تستعرُ؟
هل يعشق الشّآم من يرعَى بها فرقا
تختصّ في القنص ، والأهدافُ هم بشرُ؟
هل يعشق الشّآم من يمتصّ جذوتها
ويترك الشّعبَ بالنّيران ينصهرُ؟
لم يعشق الشام ، بل بالعرش مفتَتَنٌ
والبعث والجيش ، من أوهامه سَكروا
يا عاشق الشام ، هل تُرضيك وقفتنا
في مفرق القهر والتّمزيق ننتظر
أتقنت في الشعر واستعمرت قافيةً
لكنّ رأيك للإنصاف يفتقرُ
مرّت عقود ، وجيش البعث يسحقنا
والقدس في الأسر ، والجولان يحتضر
ما استعملوا الجندَ للتحرير يالهفي
هم درّبوا الجندَ في إلغاء مَن قُهِروا
ثرنا على الجوْرِ ، فالأعداءُ تهزمنا
والقادة الفحل قالوا : نحن ننتصرُ
نَسْج الأباطيلِ أضحى دأبُهم أبَدا
والدّين والصّدق أضحى عندهم خطرُ
قالوا وقالوا وكم قالوا بلا حُجج
سدّوا الحدود لكي لا ينفذ الخبرُ
إبليسُ يرتاع من أهوال صورتنا
فَلْتَتّقوا اللهَ ، لم تبلغكمُ الصّوَرُ
في كل يوم يزور الموت أربُعَنا
يختارُ وفدًا به الجنّاتُ تفتخرُ
يا عاشق الشّآم لسنا نبتغي مددا
من قادة العرب ، من أبلاهم البَطرُ
فالوفدُ يسعى إلى إخماد ثورتنا
ينتابه الذّعر لو أبطالنا ظفروا
لا نرتجي العون من غرْبٍ له طمع
في أن يرانا لِبِئْر الجوع ننحدرُ
لن يُنجِدونا ، فلا نِفطٌ بتربتنا
ولا مشاريعَ للأموال تَعتَصِرُ
لن يُنجِدونا ، ففي سفّاحِنا وجدوا
أمنا مديدًا … لمَن غاروا ومن غدروا
إنّا وقفنا إزاء الموت في جلدٍ
حتى جعلنا صروح الموت تنفجر
إنا عزمنا على نصر بلا مددٍ
إلا من الحقّ ، فالآياتُ تُنتَظرُ
أرواحنا في حمى من صاغها عبقت
بالعطر ، مِن روضة الرحمان تدّخِرُ
فوق الأكفّ ، حملناها بلا وجل
لو سافرت للعُلا ، يزهو بها السّفرُ
الشآم ثارت ، ولن ترتدّ ثورتها
كلّ الطّوائف والأديان قد نفروا
لا تكثروا اللغطَ ، هذا الوغد مندحضٌ
والبعثُ أضحى بفضل الله يندحر
نحتاج منكم لإخلاص بأدعية
أن يخذلَ الله من خانوا ومن كفروا
نحتاج شدّا لأزرٍ في مصيبتنا
فالمؤمن الحق من بالحق يفتخر
***