أحييكم أيها الاخوة الأعزاء في ظل هذه السلسلة التي تبرز الوجه المميز للسينما اليابانية ومركزها المتقدم عالميا.
وقبل تقديم عملنا اليوم اسمحوا لي بالبداية بعرض ما قدمناه سابقا
بسلسلة روائع يابانية معاصرة حسب الترتيب
1 – 2 – 3 –4 – 5 – 6 – 7 – 8 – 9 – 10 – 11
وقد تجلت قوة مستوى الأعمال اليابانية من خلال هذا الموسم وعبر جائزة مهرجان الأوسكار أي مهرجان جوائز الأكاديمية الأمريكية. ورغم أننا لا نعتبر هذا المهرجان لوحده هو المعيار الأساسي للحكم على جودة أعمال آسيوية كثيرة وكبيرة تم تقديمها بالسابق، لكن مجرد اقتحام هذه الأعمال على الأفلام الأمريكية وتزاحمها لها بنيل جوائز مهمة يعتبر مؤشرا على ارتفاع المستوى الفني للأعمال غير الأمريكية لا سيما الآسيوية منها وبالأخص الأعمال اليابانية التي تشكل رأس الحربة بصناعة السينما الآسيوية. وتحقق هذا الأمر عبر نجاح المخرج الياباني الكبير يوجيرو تاكيتا الذي ظفر بجائزة الأوسكار الأمريكي وكذلك اكتسح معظم الجوائز المهمة للأوسكار الياباني.
Departures
ترتيبات الرحيل
يوجيرو تاكيتا يظفر بالأوسكار لليابان
مشاهدة مباشرة للفيلم
قدمنا فيما سبق للمخرج الياباني المتميز يوجيرو تاكيتا بقسم ترجمة الأفلام الآسيوية عددا من أعماله المهمة، وأبرزها ما قدمه الأخ العزيز المترجم موسى البارقي من ترجمة فيلمه المهم When The Last Sword Is Drawn لعام 2003 وكذلك ما قدمته لنفس المخرج عبر فيلم Ashura-jô no hitomi عام 2005. وتاكيتا يعتبر من المخرجين الذين يبرعون بتقديم الصورة الخيالية الأسطورية وكذلك الأعمال الملحمية التاريخية، وقد تمكن من وضع بصمة مميزة له بهذا المجال. لكنه هذه المرة قرر أن يشذ عن هذه القاعدة، واتجه نحو الواقعية الدرامية بشقيها التراجيدي والكوميدي فنجح نجاحا باهرا مستثمرا خبرته العريضة بالاخراج والتأليف السينمائي. والأمر المثير للانتباه أن بداية هذا المخرج في ثمانينيات القرن الماضي كانت عبر السينما المبتذلة والأعمال الرخيصة، لكنه بلا شك نضجت الصورة والمادة السينمائية التي يقدمها إلى أن بلغ بها الذروة عبر هذا العمل العميق.
بطل الفيلم ماساهيرو موتوكي باليمين
مع المخرج تاكيتا ممسكين بلأوسكار
عمل يصدم الواقع الياباني
سبب هذا الفيلم صدمة للمجتمع الياباني الذي لا يفضل التطرق لمثل هذا الموضوع. لكن تاكيتا كسر شيئا “محرما” ألا وهو التحدث عمن يقومون بالتكفين وغسل الموتى. وهو كما يقول بنفسه: “لم تكن مهنة التكفين موجودة من قبل، حيث كان أقرباء الموتى يقومون بأنفسهم بغسل وتكفين الموتى، ولهذا فإن قليلا من الناس كانوا يمارسونها” وهذا ما جعله يفضل النص السينمائي الذي قدمه كوندو كوياما مؤلف الفيلم. ولعل من الغريب والمثير وجود تلك المفارقة العجيبة عبر ذلك التناغم والمفارقة الشديدة الخصوصية ما بين آلة (التشيللو) الموسيقية وجثمان المتوفي. فيقول تاكيتا عن هذه العلاقة العجيبة حسب منظوره: “عندما تعزف آلة التشيللو فإن الموسيقي يحضن شكلها الرشيق ويعامله بعناية ورقة ومحبة وهذا يماثل أفعال الشخص المكفن ماديا لجسد المتوفي حيث يعامله بلطف واهتمام كما الطفل في مهده” وإن كان المتوفي هنا متوجها باللحد لمثواه الأخير. لكن الأغرب هو ما ترتب على الفيلم من نتائج اجتماعية، حيث يضيف تاكيتا: “أعتقد أن التوجه العام تجاه هذه المهنة (تكفين الموتى) قد تغير لا سيما من قبل الشباب بعد مشاهدتهم للفيلم نهاية العام الماضي.”
———————————-
ولا داعي للقول أننا كبشر يجب ألا نأنف أو نتعالى على أي مهنة مهما كان مستواها، فهل الطبيب الاخصائي أو المهندس المعماري الكبير أو القاضي عالي المستوى يمكنهم أن يعيشوا دون وجود السباك أو النجار أو الجزّار أو البقال أو عامل النظافة البسيط؟ كلا بكل تأكيد، فمثلا إذا افتقدنا وجود من يمارس هذه المهن فلن تستقيم الحياة وسيختل الميزان الطبيعي للأمور، وهو مما خلقنا الباري عز وجل لإصلاحه والعمل عليه بالقسط.
لا شك أن المجتمع الياباني الذي تغلب عليه ديانات شرق آسيوية محضة مثل الشينتو والبوذية حيث صدرت تقديرات تشير إلى أن ما بين 84% إلى 96% من الشعب الياباني تدين بهاتين الديانتين، و4 إلى 16% تتنوع اعتقاداتهم ما بين المسيحية والاسلام والسيخية. لكن بشكل عام فإن نظام الدولة العام ينفتح على كل الاعتقادات والمذاهب والديانات ويسمح بحرية ممارسة الشعائر الدينية المختلفة. وهذا ما يوضحه لنا الفيلم أن التكفين يمارس حسب مذهب كل دين وكل اعتقاد، والشيء الإيجابي أنه تم ذكر الاسلام بالفيلم، وإن كان إشارة عابرة، إلا أنه يقدم لنا إشارة على وصول ديننا الحنيف هناك وإن كان يحتاج إلى تقديم الدعم لمن يقوم بالدعوة باليابان، وأظن أن أغلبهم من الطلبة العرب والمسلمين الذين يقومون بالدراسة بالجامعات اليابانية.
مقطوعة (تشيللو) موسيقية
كوميدية-تراجيدية مع الموتى
يسحرك الفيلم بذلك الأداء الموسيقي النافذ للروح لمن يتذوقون الموسيقى الراقية، ويذهلك أداء بطل الفيلم (ماساهيرو موتوكي) للعزف الإنفرادي (الصولو) على التشيللو. ولا أعلم بالحقيقة إن كان هو العازف الفعلي أم يوجد بالخلفية عازف محترف آخر، كل ما أعلمه أنه أتقن اللمسات الموسيقية بشكل تام، والشيء الآخر الذي أعلمه أننا نتحسر على سينمانا العربية حين يحاول أحد أبطالها اتقان العزف لدور ما (أتذكر مثلا فيلم “كونشيرتو بدرب السعادة” حيث لا مجال للمقارنة بين موتوكي والسعدني). ومن الأمور المثيرة للاهتمام بالفيلم هو ذلك المزج الرائع بين الكوميديا والتراجيديا. حيث تمتليء ضحكا وابتسامات كوميدية غير مفتعلة وبأوقات أخرى قد تغرورق عيناك بالدموع من جراء ما تشاهده من صدق بالانفعال وأحاسيس عميقة متدفقة وجياشة. وقد يكون هذا حال واقعنا بالحياة، حيث نجد أنفسنا مبتسمين وضاحكين وفرحين وبأحيان أخرى يملأنا الحزن أو التعاطف فنجد الدموع تنسال من عيوننا دون شعور. هذا العمل بالمجمل من الأعمال التي لا بد أن تشاهد منا جميعا كي نتفاعل مع صدقه الذي يقدمه وعمق موضوعه الذي يطرحه أمام كل مشاهدي العالم.
مواصفات نسخة الفيلم:
اسم النسخة: Okuribito.Departures.2008.JPN.DVDRip.x264.AC3-8thSin
حجم النسخة: 1 جيجا و770 ميجا
عدد الاسوانات: واحد
مدة الفيلم: ساعتان و10 دقائق
معدل الإطارات: 23.976
————————-
تم عمل تعديل آخر لهذه النسخة مرفقا بها التورنت
Departures.2008.DVDRip.XviD-GAYGAY
قام بالتعديل مشكورا الاستاذ محمد علي Tamed
————————-
————————
تقبلوا أطيب تحية من مترجم العمل
فيصل كريم
لا ادري لما لا امل هذا الفيلم؟؟ كل ما شاهدته احسست بشئ يمس شغاف قلبي… اضيف ان موسيقى الفيلم للموسيقار جو هاياشي والذي الف العديد من المقطوعات للافلام ومنها الانيمي مثل قلعة هاول المتحركة وناوشيكا اميرة الرياح
إعجابإعجاب